المايسترو ايمان جنيدي، أول قائدة أوركسترا في مصر والعالم والعربي

الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٩                  كتبت ــ قسمت مختار

image1_2
تصوير سلوي سمير

بالرغم من أن المرأة في العالم الغربي اخترقت مجال قيادة الفرق الموسيقية منذ أواخر القرن التاسع عشر، الا ان في عالمنا الشرقي لازالت هذه المهنة حكرا على الرجال في مصر، باستثناء بعض فرق الموسيقي النسائية التي ظهرت في مطلع القرن العشرين والتي كانت مطربة الفرقة هي أيضا قائدتها وربما إحدى عازفاتها، وكانت هذه الفرق تتكون من عدد من النساء يعد على الأصابع، يقدمن الغناء والطرب وربما بعض الرقصات أيضا.  وبالرغم من تطور الفن الموسيقي والغنائي في مصر، الا ان دور المرأة انحصر في العزف والغناء، والذي بالرغم من انها ابلت فيهما بلاء حسنا، الا انها لم تتقدم لقيادة الفرق الموسيقية، وكأن هناك عقدا مبرما بان هذا المجال لا يسعها.

وقد استطاعت مؤخرا الموسيقية ايمان الجندي من ان تخترق هذا المجال وتكسر نمطية مجتمع الجنوب المحافظ الذي نشأت فيه، لتصبح أول مصرية تقود فرقة موسيقية مكونة من عازفين وعازفات، ونالت العديد من الجوائز بالرغم من التحديات المجتمعية الكبيرة التي واجهتها خلال مشوارها المهني.

نشأت ايمان جندي في بني سويف، في بيت كان يولي فيه اهتماما كبيرا بالموسيقي والشعر. كان والدها، والذي كان يعمل مهندسا في بني سويف، يجيد العزف على العود والبيانو. وتعلمت هي واخواتها عزف البيانو في صغرهم، ولشغفها بالموسيقي، عقدت العزم على دراستها لأنها كانت تحلم بان تصبح عازفة في فرقة او ربما مطربة. وتعترف ايمان جنيدي لسيدات مصر بأن قيادتها لفرقة موسيقية كان ابعد كثيرا من أحلامها. كانت اول التحديات التي واجهتها في مشوارها الموسيقي هو عدم وجود معاهد او كليات لتعليم الموسيقي في بني سويف، مما اضطرها ذلك الي الالتحاق بكلية التربية الموسيقية – جامعة حلوان بالقاهرة. وعاشت في المدينة الجامعية بالقاهرة طوال فترة دراستها والتي استمرت خمس سنوات، وأفادت قائلة، وحتى يومنا هذا لا يوجد معاهد او كليات لتعليم الموسيقي في بني سويف.

2-11

بعد تخرجها عملت مدرسة موسيقي في أحد المدارس الثانوية ببني سويف، وخلال عملها بالمدرسة كونت فرقة موسيقية مكونة من العازفين والعازفات، وقدمت الحفلات الموسيقية المختلفة في المحافظة. ولندرة الحفلات الفنية والموسيقية في المحافظة في فترة الثمانينات والتسعينات، لاقت الحفلات التي قدمتها ايمان جنيدي نجاحا باهرا واقبالا شديدا، وكان محافظ بني سويف من أكثر المتحمسين لحضورها.

فى عام ٢٠٠٥ رشحت لتولى قيادة فرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة بنى سويف، وقد أسعدها هذا القرار و أشعرها بالفخر لكونها أول سيدة مصرية يتم اختيارها للعمل في هذا المجال، وبالرغم من بعض تخوفاتها الا انها تمكنت من قيادة الفرقة والتي بلغ عدد أعضادها ٤٠ موسيقيا، واستطاعت ان تبهر الجميع بأداء الفرقة المتميز. وقد صرحت ايمان جنيدي لموقع جريدة المونيتورالامريكية انه بالرغم من نجاحها الساحق الذي حققته،  انه كان مشوارا ممتلئ بالعقبات والتحديات، نظرا لان الفرقة كلها كانت مكونة من الموسيقيين الرجال والذين لم يتعودوا من قبل ان تتولي امرأة قيادة فرقتهم الموسيقية، وخاصة في هذا المجتمع المحافظ. هذا بالإضافة الي ان البعض منهم كان أكبر منها سنا، فلم يكن من السهل عليهم قبول ملاحظاتها وتوجيهاتها، مما سبب لها بعض الصعاب في قيادة الفرقة في البداية، ولكن مع الوقت أثبتت ايمان جنيدي مهاراتها فتبدل الوضع وتقبلوا العمل تحت قيادتها.

وفي عام ٢٠٠٦، كونت المايسترو ايمان جنيدي فرقة موسيقي جامعة بني سويف والمكونة من ٢٥ عضوا وعضوة، وهي تقوم بقيادتها منذ ذلك التاريخ. وتحت قيادتها اشتركت أوركسترا جامعة بني سويف في العديد من المسابقات الجامعية وفازت بمراكز متقدمة.  ونظرا لعدم وجود قسم للموسيقي في جامعة بني سويف، فان الاوركسترا تضم طلبة وطالبات اقسام الكلية المختلفة.

3-8تعترف ايمان جنيدي ان هذا المجال قد يكون صعبا على المرأة نظرا لطول ساعات العمل والتي قد تستمر البروفات في بعض الأحيان لمدة عشر ساعات متواصلة، بالإضافة الي المجهود الشاق الذي يطلبه العمل مع مجموعة كبيرة من الموسيقيين في نفس الوقت، وهذا قد يثبط عزيمة الكثير من السيدات الراغبات في العمل في هذا المجال. وتقر ايمان جنيدي بانه سعيدة الحظ لأنها تجد الدعم والتشجيع من زوجها وأولادها الثلاثة الذين يتفهمون تماما طبيعة عملها الشاقة.

في بداية هذا العام، أسست ايمان جنيدي فرقتها الموسيقية الخاصة “المايسترو” والمكونة من عشرين عازفا من بني سويف وعدد من المحافظات الأخرى. وهي تطمح بان تصبح مايسترو عالمية وان يتسنى لفرقتها السفر لتقديم الحفلات الموسيقية في جميع بلدان العالم.

جميع حقوق الصور محفوظة للمايسترو ايمان جنيدي

 إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق