في اليوم العالمي للفتاة: لا تقصوا أجنحتهن

الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠١٩     ــ  كتبت منة دوبال

7234dca202230f7afe81c127d8b4d758
تصوير محمد الكردي

ملايين من الفتيات حول العالم محرومات من حقوقهن الاولية، ويعشن في صراع مستمر بسبب جنسهم، حيث تعتبرهم مجتمعاتهن أقل شآنا من الذكور ويعاملون على هذا الأساس، فهن محرومات من التعليم، ويتعرضن للعنف والاستغلال الجنسي والزواج المبكر.

ولزيادة الوعي وتحقيق العدالة الاجتماعية لهؤلاء الفتيات، قامت الامم المتحدة في عام ٢٠١٢ بتخصيص يوم ١١ أكتوبر للاحتفال بيوم الفتاة. ووفقا لليونيسف، فإن هذا اليوم يهدف إلى تسليط الضوء على الصراعات التي تعانيها الفتاة، وتناول الاحتياجات والتحديات التي تواجهها، مع تشجيع حملات تمكين الفتيات والوفاء بحقوقهن الإنسانية. يوم الفتاة هو اليوم الذي نتحدث فيه بالإنابة عن هؤلاء اللاتي لا تُسمع اصواتهن. انه فرصة لتغيير الوضع السائد وتلبية نداء صرخات الاستغاثة المكتومة.

وحتى يومنا هذا، في بعض البلدان حول العالم، يُستقبل ميلاد الفتاة بالحزن والعار وخيبة الأمل. ومع قبول وجودها على مضض، يُنظر إليها على أنها عبئا على الأسرة، بسبب احتياجاتها التي لا معنى لها. وقبل وصولها سن المدرسة، إذا كانت من هؤلاء المحظوظات الآتي تسنح لهم فرصة لتلقي العلم، تكون قد أمضت طفولتها في تعلم قائمة طويلة من الاْعباء المنزلية، وبالطبع فإن هذه القائمة لا تشمل تعليم الفتيات القراءة، أو التفكير والأهم من ذلك، الانطلاق بحرية.

في أغلب القري المصرية النائية، حيث يسود الفقر والجهل، يُعتبر تعليم الفتيات استثمار سيئ.  في هذه المجتمعات، يفضل الاستثمار في اعداد الفتاة للزواج بدلا من مساعدتها لتصبح عضوة ذات شأن في المجتمع.   وقبل وصولها سن البلوغ تكون أجنحتها قد قُلمت، وقبل وصولها سن الـ ١٨ تكون قد أرسلت الي بيت زوجها.

وليحصلن على عائد أفضل لاستثمارهم، تقوم بعض العائلات ببيع بناتها وهن في عمر ما بين ١١ و١٨، وأحيانا في عمر أصغر من ذلك، لرجال كبار في السن. ووفقا لإحصائيات اليونيسيف فان ١٧٪ من الفتيات في مصر يتزوجن قبل سن الـ ١٨. ويعتبر الفقر وقيمة المهر الذي يحصل عليه الاهل والعادات والتقاليد من أسباب تزويج الفتيات في سن مبكرة.  وبغض النظر عن السبب، فإن اهل الفتيات يجدون المبررات للجريمة التي يقترفونها في حق بناتهم. ومن المشين أن نجد هؤلاء الأهالي يعيشن من ثمن بيع الفتاة، غير عابئين بآلام ابنتهم النفسية ومعاناتها الجسدية.

كيف يمكن لفتاة صغيرة أن تدرك ما هو مفهوم الزواج، وتحمل مسؤولياته، بينما كل ما تعرفه هو اللعب مع رفيقاتها. الفتاة في هذه السن ليست مؤهلة نفسيا ولا جسديا لتحمل هذا العب. كيف يمكنها تربية طفل بينما لاتزال هي نفسها طفلة؟ كيف بإمكانها رعاية إنسان أخر وهي بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها

من حق هؤلاء الفتيات أن تحيا طفولة طبيعية. من حقهن تلقي العلم، من حقهن ان يُعاملن بأدمية وليس كمصدر رزق لعائلاتهن. وبينما نحن نحتفل بيوم الفتاة، دعونا نوحد جهودنا لتمكين الفتيات وإنهاء الممارسات والمعتقدات القديمة التي تعتبرها شيء مشين ومخزي المجتمع المصري كحال العديد من المجتمعات الأخرى حول العالم، في احتياج شديد لتغيير نظرته عن المرأة، وللمساعدة على تحقيق ذلك، ينبغي إطلاق حملات للتوعية بقضايا الفتيات وحقوقهن في جميع أنحاء مصر.

الفتيات لسن أشياء. الفتيات لسن أدوات. الفتيات هن سيدات المستقبل، ومن المهم فهم وتقدير الدور الذي تلعبه المرأة في تقدم مجتمعاتها، فلا يوجد مجتمعات تتقدم فقط بنصف مواطنيها.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق