نساء الذهب الأسود | كتبت فيروز سمير

الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٠
كتبت: فيروز سمير

هل حقاً مقولة النساء “مكانها المطبخ” حقيقة!؟ منذ خوض الفتيات مراحلهن التعليمية، بل منذ ولادتهن، المجتمع والأسرة يحددن مصيرهن. فوظيفة الأنثي من وجهة نظر الكثيرين في المجتمع هي تربية الأجيال القادمة فقط، كذلك يتم تصنيفهن والتمييز ضدهن وفرض جامعات معينة ووظائف محددة لهن، كالعمل في الإعلام، التربية، الطب – بعض الأقسام من الطب أيضا ليس جميعها- وهذا التصنيف قائم على الجنس فقط، ويري الكثيرين أن كونهن إناث فهذا يحدد لهن ما يستطعن فعله دون النظر إلى إمكانياتهن وقدرتهن.

ولكن هناك الكثير من النساء اللواتي خاضت العديد من التجارب لتحطيم هذه الأنماط، وأصرت على العمل في كافة المجالات وخاصة المحتكرة على الرجال، كمجال “العمل في البترول” الذي عُرف في مجتمعنا أنه يحتاج إلى قوة البنيان وتحمل العمل تحت ضغط،  أصبحت النساء الآن تمثل 22 % من العاملين في مجال النفط والغاز و3.6  % فقط من القوي العاملة في مجال الحفر البحري

د. أماني أبو زيد

ومن الملاحظ أن هناك فجوة كبيرة في الأعداد بين الذكور والإناث وذلك ما ذكرته د. أماني أبو زيد مفوضة الاتحاد الإفريقي للبنية التحتية والطاقة في منتدى النساء في صناعة الغاز والنفط في مؤتمر إيجيس 2020، والذي كانت متحدثة رئيسية به.

لكن من المبهر أن هناك الكثير من السيدات اللواتي عملن في مجال البترول أثبتن فيه جدارتهن، وهذه بعض الاقتباسات من قصصهن الملهمة..

نوران حسين

تقول “نوران حسين” أنها منذ صغرها كانت تحلم أن تصبح مهندسة بترول عكس صديقاتها اللواتي يرون أن للنساء مهن غير الرجال. تعرضت نوران لعقبات كثيرة في الحياة وفي مجال العمل، وتتذكر قول أحدهم لها وهي تعمل على بريمة البترول “إنتوا مكانكم المطبخ”، ولكنها لم تتأثر بكل ذلك وهي تعمل الآن كمهندسة بترول في شركة بيكر هيوز، وهي من أكبر شركات البترول في العالم. وأشارت نوران حسين إلي الفجوة في التعيين حيث أن الشركات تتجه لتعين 70 % رجال و30% فقط إناث.

حنان سليمان

كما أثبتت “حنان سليمان” جدارتها في هذا المجال، وهي خريجة كلية علوم وعملت كمعيدة بقسم البيئة؛ وبعد تدريبها واكتسابها الكثير من الخبرات وٌظفت بشركه ترايدنت للبترول بالقاهرة. كانت حنان أول بنت جيولوجية تعمل في مجال حفر آبار البترول داخل الموقع. استطاعت فتح هذا المجال لبنات أخريات بعد ما كان مقتصر على الرجال فقط. لم تتوقف عند ذلك، بل حصلت على الماجستير في مجال الچيوفيزياء عام 2016 واستطاعت برغم كل قيود المجتمع ومسؤولياتها الأسرية أن تنجح في هذا المجال وفتحت المجال لغيرها من الچولوچيات للعمل في قطاع البترول..

رضوي مراد

رضوى مراد حصلت على لقب سيدة العام 2019 في احتفالية شركة جابكو السنوية بيوم المرأة العالمي في مارس 2020. بدأت مشوارها المهني كمحاضرة في جامعة الإسكندرية والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا. وهي الآن مهندسة كيميائية بشركة بترول خليج السويس.. حصلت على ماجستير من جامعة الإسكندرية ودرجة الدكتوراه. كلفت بمهام عديدة مثل “عملية إدارة مخاطر جابكو” بالاضافة الي مسولياتها كمهندسة بادارة العمليات.‬‫ ‬‫في 2018، تم ترشيحها لتكون أمينة المرأة في جابكو مما منحها فرصًة للمشاركة في العمل التطوعي الذي يخدم المرأة في قطاع البترول.

سارة منصور

ساره منصور، لتفوقها دراسيا حازت علي منحة شركة بتروناس الماليزية ووزارة البترول للدراسة بالجامعة في ماليزيا لمدة خمس سنوات. تعمل ساره كمهندسة أجهزة تحكم في الشركة المصرية للغاز الطبيعي جاسكو، والتابعة لشركة إيجاس وهي إحدى شركات وزارة البترول في الصحراء الغربية. شاركت في مشروعات التطوير، الصيانة بالموقع. في عام 2019 فازت بجائزة “سيدة العام من الجيل القادم” للمرأة في مجال الطاقة.

كذلك

إسراء سعيد عبد الغني

إسراء سعيد عبد الغني تخرجت عام 2013 من كلية العلوم قسم جيولوجيا البترول،  جامعة الإسكندرية وحصلت على الماجستير في الچولوچيا 2016، أثبتت جدارتها في تحمل مشقة العمل الميداني وما يصاحبه من عوامل قاسية في مواقع حفر البترول في الصحراء، حيث أنها كانت تبيت في موقع العمل في كارافان الإقامة، وتعمل ليل نهار وطوال فترات الحفر التي تتعدي أسبوعين. وعملت في العديد من مواقع استكشاف آبار جديدة في الصحراء الشرقية..

وأيضاً

إنجي سالم الحنفي

إنچي سالم الحنفي حصلت علي الماچستير في چولوچيا البترول من جامعة القاهرة عن استكشاف الغاز في دلتا النيل. إنچي والتي تخرجت من كليه العلوم جامعة دمياط عام 2013 هي من كفر الشيخ، عملت لمدة خمسة أعوام كجيولوجية استكشاف في مجال البترول والغاز في أحد الشركات الأمريكية وتعمل الآن مهندسة جيولوجية في مواقع حفر ابار النفط. 

هؤلاء السيدات وغيرهن الكثيرات استطعن مواجهة عادات المجتمع وتمييزه والتنميطات التي وضعها في مجال العمل، واثبتت قدرتهن ليس فقط على الاستمرارية ولكن أيضاً علي التفوق في هذا المجال، وتركن أثراً في تطور وتقدم وفتح فرص العمل لغيرهن في مجالات كانت حكراً على الرجال فقط.

فهل بعد هذه الأمثلة – وغيرهن كثيرات – الرجال صدقوا في مقولة “مكانكم المطبخ!”؟ بالتأكيد لا ودائماً لا والشواهد للسيدات والنجاحات كثيرة جداً، لأنهن استطعن العمل في كل المجالات واستطعن العطاء فيها والنجاح والحصول على مناصب قيادية أيضاً.


إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق