بعد ٢٣ عاماً سيدة تحصل على تعويض عن خطأ طبي جسيم أفقدها الرحم | كتبت لمياء الخولي

٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠
كتبت – لمياء الخولي

حصلت سيدة مصرية على حكم نهائي من محكمة النقض بالتعويض بمبلغ نصف مليون جنيه مصري عن فقدها الرحم بسبب خطأ طبي جسيم ارتكبته الطبيبة التي ولدتها في طفلها الوحيد منذ ٢٣ عاماً. وكانت السيدة ل.ع في الخامسة والعشرون من العمر عندما وضعت طفلها الأول فيما وصفته بولادة بالإكراه عندما استدعتها الطبيبة أ. ع للولادة بدون داعي طبي في مستشفاها الخاص بحجة سفرها الذي يواكب موعد الولادة المتوقع. ثم أعطتها الأدوية المحفزة على الولادة لمدة زادت عن ٤٨ ساعة متسببة في إصابتها بنزيف حاد فقدت على أثره الرحم وكادت أن تفقد حياتها وحياة وليدها.

واستمرت القضية منذ عام ١٩٩٧ تتداول في مراحلها القانونية إلى أن أكدت محكمة النقض المصري الحكم بارتكاب الطبيبة خطأ طبي مهني جسيم يوجب التعويض. وطالبت السيدة ل.ع في الدعوى المدنية التي استندت على حكم الدعوى الجنائية الطبيبة بتعويضها بعد ان تسبب الخطأ الطبي الفادح في حرمانها من الإنجاب اضافة إلى الأثر النفسي والجسدي الذي تعرضت له وبناء على تقرير الطبيب الشرعي وشهادة الشهود حكمت المحكمة للسيدة بتعويض قيمته نصف مليون جنيه مصري.

وقالت السيدة ل.ع: “كنت أثق أن القضاء المصري سينصفني ولو بعد سنوات لأنني صاحبة حق والوقائع أدانت الطبيبة التي تسببت في فقدي الرحم، كنت صغيرة وخوفتني الطبيبة في اتصال لها بي بعد مرور التاريخ الذي حددته بيوم من أن أنتظر إلى أن تأتيني الولادة بشكل طبيعي، وأخبرتني أنها لا تنتظر يوماً بعد اليوم الذي تحدده للولادة وانه من الضروري ان اذهب للمستشفى اليوم التالي، فوثقت بها ولم يستجب جسدي للمحفزات التي أعطتها لي فظلت تزيد الجرعات لمدة يومين بينما كان من الممكن ان تدعني اعود لبيتي ولكنها قامت بنفسها بفتح كيس الماء حول طفلي بعد مرور ٢٤ ساعة من اعطائي المحفزات المؤلمة وعنق الرحم لم يتسع بعد، وتركت طفلي اكثر من ١٢ ساعة اخرى بعدها دون حماية هذا السائل الرباني الذي يحمي الجنين من عنف الانقباضات الرحمية.

بينما كان من الضروري اجراء عملية قيصرية في هذه الحالة والتي تدل على فشل الطلق الصناعي ولكنها استمرت في التحفيز على الولادة إلى أن بدأت في النزيف عندما بدأت رأس طفلي في المرور وعنق الرحم ليس بالاتساع الكافي، ثم ولدتني تحت التخدير وبالضغط الشديد على بطني من طرف مساعدها، ونجوت انا وطفلي بمعجزة حقيقية وتعرضت بعدها لمضاعفات شديدة ادخلتني مرة اخرى للعمليات عندما استمر جرح عنق الرحم في النزف بعد استئصاله مما تطلب دخولي للعمليات للمرة الثالثة بنفس اليوم ، كما لم يكن في مستشفاها أكياس دم من فصيلتي وتسبب ذلك أيضًا في تأخير إسعافي و استئصال الرحم. التفاصيل المؤلمة كثيرة منها تلوث الجرح وحرارة لا تنخفض لمدة شهرين! ولا يسعني الحديث عنها لكنني لا أنسى قسوتها، واستمرت فترة التعافي قرب العام إلى ان بدأت في التحسن.”

“مايقلقني حقاً هو الحالات التي تتعرض لنفس الضغوط للولادة من أجل تنظيم جدول الطبيب والتي تتطلب خضوع السيدات لفترات في الطلق الصناعي ومن المعروف طبياًً أنها تؤدي لجراحات قيصرية ومشاكل أقلها .إصابة جهاز الأطفال التنفسي”

كنت في الخامسة والعشرين وبصحة جيدة، دخلت المستشفى صباح الخميس 16 أكتوبر 1997 لإجراء العملية معتقدًا أنها آمنة ولصالح طفلي.

” أتمنى أن تنتبه النقابة لمثل هذه الممارسات وأن تكون هناك رقابة حقيقية، الأهم بالنسبة لي قبل المبلغ وقيمته هو أن تتلقى البكريات التوعية الكافية ومنذ ولادتي وأنا أحذر كثيراً مما يراه البعض على أنه حالة فردية ولكن هذه الممارسات في الحقيقة هي أحد أسباب حالات الوفيات والمضاعفات واللجوء لعملية القيصرية بشكل تجاري على نطاق واسع أثناء الولادة.“

وعن قيمة التعويض قالت: ”لم أحصل بعد على التعويض ولكن الحكم أصبح نهائياً في يوليو ٢٠٢٠ ويوجب التنفيذ وتحدد الموعد الاسبوع الاخير من هذا الشهر واتمنى أن يتم بسرعة بإذن الله، ولكنني سعيدة جداً بانتصار الحق وانتهاء طول الانتظار بعد مماطلة شديدة من جانب فريق دفاع الطبيبة طوال ٢٣ عاما هي عمر ابني! واتفهم ذلك حرصاً على سمعتها، ولكن ما يقلقني حقاً هو الحالات التي تتعرض لنفس الضغوط للولادة من أجل تنظيم جدول الطبيب والتي تتطلب خضوع السيدات لفترات في الطلق الصناعي ومن المعروف طبياً أنها تؤدي لجراحات قيصرية ومشاكل أقلها إصابة جهاز الأطفال التنفسي نتيجة لضغط عضلات الرحم المستمر على الطفل فيسبب تبرزه وتلوث المياه التي تحميه ويتعكر لونها ويسبب ذلك انسداد في رئتيه ونقص الاكسجين ويخرج إلى الحضانة الى ان يسترد عافيته، مع احتمال كبير لتأثر خلايا المخ من نقص الاكسجين وهو امر لا يكتشف الا بعد مرور سنوات من الولادة عندما لا يتطور نمو الطفل العقلي بشكل طبيعي – وأتمنى أن تنتبه النقابة لمثل هذه الممارسات وأن تكون هناك رقابة حقيقية، الأهم بالنسبة لي قبل المبلغ وقيمته هو أن تتلقى البكريات التوعية الكافية ومنذ ولادتي وأنا أحذر كثيراً مما يراه البعض على أنه حالة فردية ولكن هذه الممارسات في الحقيقة هي أحد أسباب حالات الوفيات والمضاعفات واللجوء لعملية القيصرية بشكل تجاري على نطاق واسع أثناء الولادة.“

أنجبت طفلي يوم السبت 18 أكتوبر 1997 ، بعد أعطائي الأدوية المحفزة على الولادة لمدة زادت عن ٤٨ ساعة متسببة في إصابتي بنزيف حاد فقدت على أثره الرحم بسبب الإهمال.

وتثير هذه القضية التساؤلات حول اعداد المتضررات من المخالفات الطبية اثناء الولادة وخاصة ولادة البكريات حيث يعد استخدام الطلق الصناعي لتحفيز الولادة بدون داعي الأعلى تكلفة على الاطلاق ويحقق اعلى المكاسب للمستشفى من الاقامة قبل الولادة لتلقي المحفزات. ومن المثبت علميا ان هذه الممارسة تؤدي بنسبة تزيد عن ٥٠٪ لتحول الولادة الطبيعية الى ولادة قيصرية واضافة الى فترة الاستشفاء التي تليها للام والمولود، ولهذا تعد الطريقة المثلى لتحقيق أعلى الارباح لطبيب النساء والتوليد.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق