جالا فتاح: رسم الوطن | بالصور

٢٦ فبراير ٢٠٢١
كتبت: ندى سالم ترجمة: يارا حامد

Galla Fattah

ماذا يحدث عندما تدمج تاريخ مصر القديمة مع الفنون الجميلة الأوروبية؟ تكون النتيجة بكل تأكيد أعمال جالا فتاح الساحرة.

ولدت جالا فتاح في موسكو عام 1970 وهي رسامة روسية من أصول مصرية معروفة بإبداعها في إعادة تخيل الفن المصري القديم. وهي معروفة بإسهاماتها في الفنون الجميلة الروسية ومعارضها العديدة المنتشرة حول العالم. فمن خلال لوحاتها، تسلط الضوء على الحداثة المستمرة للفن الذي يرجع تاريخه الي الاف السنين. تقول جالا عن ذلك، “بالنسبة لي، فإن الفن المصري القديم بلا شك له صلة بحياتنا العصرية. فأنا أري الإنجازات والجمال… أري الخطوط المنمقة وعظمة العمارة. هذه الحضارة تأسر عقول العلماء، المعماريين، والفنانين! مصر القديمة بلا شك لديها سمات عصرية وهذا ما أريد أن أنقله في لوحاتي.

ولكن ما الذي يتطلبه الأمر لترتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ أنت بعيدة كل البعد عنه؟

تكمن الإجابة في التأثير الفريد لمجال جالا فتاح الفني. وقع والدها أحمد عبد الفتاح، المصور السينمائي والمؤرخ الفني في حب نادية عبد الملك، راقصة الباليه البارزة في أوبرا القاهرة. وانتقل الإثنان إلى موسكو عام 1968 من خلال برنامج تبادل ثقافي وبدأوا حياة جديدة في أرض غريبة جالبين معهم تقديرهم وإعجابهم العميق بفنون وطنهم الأم.

هذا هو العالم الذي نشأت فيه جالا فتاح وشقيقتها جيبا Geba. فلقد كبروا وهم محاطون بأرشيف والدهم الهائل المكون من الصور والفيديوهات التي توثق الثقافة المصرية. فلقد استطاع والدهما أن يوثق في أرشيفيه جاذبية المعابد والتماثيل والمخطوطات التاريخية.والدي جالا كان لديهم علاقات قوية بجذورهم بطريقة غالبا ما يشعر بها أولئك الذين انتقلوا ورحلوا من وطنهم الأم ولكن لاتزال أرواحهم تسكنه. عند سؤالها عن رأيها في نشأتها بالخارج، قالت جالا، “عندما كنت طفلة، لم أفهم جذوري حينها.” ولكن بمرور الوقت، بدأت أشعر بإنجذاب إلى فهم قصة أصولي وأصبحت مهتمة بشدة بتاريخ مصر القديمة. واتضح لي أنه عالم في منتهى الجمال والروعة، فلقد سحرني تمامًا ولا زلت حتى الآن مأخوذة بهذا العالم.

بينما اتبعت أختها خطى والدتها وأصبحت راقصة باليه في مسرح البولشوي المرموق في موسكو، تابعت جالا نفس تفاني والدها للفنون الجميلة. وفي عام 1986 عندما كانت تبلغ فقط 15 عامًا، افتتحت جالا معرضها الفني الأول.

تمامًا مثل العوالم الفرعونية التي تجلبها جالا إلى جمهورها، فإن الألوان الزاهية المكونة من اللون الذهبي والأزرق هي المهيمنة على عملها. ولوحاتها العصرية الجذابة للأساطير المصرية القديمة هي ما أصبحت جالا مشهورة به. وتجمع لوحاتها الزيتية وتلك المرسومة بالألوان المائية على عناصر من الثقافة، الأنوثة، والرقص مع الإشارة فيهم إلى النساء الموهوبات في عائلتها.

تضم لوحاتها رموزًا من الثقافة المصرية، النوبية، والثقافات الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى. وغالبًا ما تكون الشمس موجودة في لوحاتها كمصدر حَرفي ومجازي للطاقة. “هذه الأرض بشعبها الطيب النابض بالحياة لهم تأثير كبير علي. ولذا فمن المهم جدًا إظهار طاقة الشمس في لوحاتي؛ هذه الطاقة تغمر المرء بالسعادة والقوة وهذا ما يعد جوهر الأبداع.”

جالا فتاح هي مثال على كيف يمكن لقوة الهوية أن تتجاوز الحدود الجغرافية. لكن عملها يتجاوز سعيها الشخصي لاستكشاف جذورها، فهي تؤكد على الترابط بين البشر جميعًا. فبغض النظر عن مكان وجودنا الآن، فإن جميع البشر مرتبطون ارتباطًا وثيقا ب أفريقيا – وهو تراث هي “فخورة جدا بانتمائها إليه”.

إفتتحت الفنانة جالا فتاح يوم ١٧ فبراير معرضها في العاصمة الروسية موسكو بعنوان “نشيد شمس جالا عبد الفتاح” بحضور السفير المصري في موسكو إيهاب طلعت نصره

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق