سيدات مصر تطلق حملة “بدايات جديدة وتحديات البدء من جديد” لكسر الصورة النمطية للمرأة المطلقة

٢٨ أبريل ٢٠٢١
كتبت – دينا المهدي

تجربة الطلاق تعد إحدى التجارب القاسية نفسيََّا واجتماعيََّا وماديََّا. والطلاق “أبغض الحلال إلى الله”، لكن الله تعالى حلله لأكثر من حكمة؛ إذ إنه في بعض الأحيان ينهي معاناة المرأة أو الرجل أو كليهما. وعلى الرغم من سلبيات الطلاق، فإن له إيجابيات تتعلق بالزوج أو الزوجة أو الأسرة، عندما يصبح استمرار الزواج مؤذيًا لدرجة لا تحتمل، ويتحول جحيمًا ويسمم العلاقة بين الزوجين وأسرتيهما. 

تواجه المرأة المطلقة في مصر  وحدها عديدََا من المشكلات؛ بسبب نظرة المجتمع لها. وتحاول جاهدة أن تتخطى تجربتها وتلملم شتات نفسها كي تطوي صفحة في حياتها وتبدأ من جديد. بعضهم يرى تلك التجربة فشلََا ونهاية الحياة، وبعضهم الآخر يراها تحديََا وبداية حياة جديدة. في الآونة الأخيرة، حققت كثير من السيدات – بعد تجربة الطلاق – نجاحات وإنجازات غير مسبوقة على جميع المستويات. قد يكون الطلاق محنة في باطنها منحة، وفرصة أخرى للسعادة والنجاح. 

خلال السنوات الأخيرة، ارتفعت نسب الطلاق والانفصال في مصر؛ حيث أوضحت إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء للعام 2020 أن هناك حالة طلاق واحدة تحدث كل  دقيقتين و20 ثانية، وتحدث في  الساعة 27 حالة، أما في اليوم فتحدث 651 حالة، وأكثر من 7000 حالة طلاق في الشهر.

أيََُا كانت أسباب هذا الطلاق، سواء بسبب فقدان القدرة على التواصل بين الزوجين أو خيانة أحدهما للآخر، أو المشكلات المادية أو حتى نتيجة تدخل الأهل، فتبقى النتيجة النهائية واحدة؛ وهي أن المرأة المطلقة تواجه وحدها مجتمعًا بأكمله بضغوطه وتوقعاته. 

وقد تختلف من تجربة لأخرى، ولكننا رصدنا لكم بعض التحديات والعقبات التي تمنع أي سيدة مطلقة في مصر من أن تعيش حياتها بشكل طبيعي، أو تستعيد ثقتها بنفسها: 

1- القوانين:

رغم التعديلات الأخيرة في قانون الأحوال الشخصية التي أتت لصالح المرأة، ما زالت السيدات يعانين من قوانين الأحوال الشخصية التي قد تتغافل عن كثير من المتطلبات التي تحتاجها السيدة المطلقة؛ من حيث النفقة وحضانة الأطفال والرؤية، فغالبََا ما تعيش السيدة سنوات في رفع الدعاوى والقضايا بالمحاكم من أجل الحصول على بضعة جنيهات كنفقة شهرية، أو حتى يمكنهن الحصول على ولاية تعليمية ليلحقن أبناءهن بالمدارس. 

2- نظرة المجتمع:

الصورة التي ينظر بها المجتمع إلى السيدة المطلقة تجعلها تعاني لثاني مرة. فالمرأة المطلقة يقف في طريقها المجتمع إذا خرجت تبحث عن عمل، أو إذا قررت أن تعيش وحدها أو إذا قررت أن تتزوج مرة ثانية. 

3- ضغوط الأهل:

 العودة مرة أخرى إلى منزل الأهل بعد الطلاق شعور لا يمكن تحمله والتعامل معه بسلاسة، فتواجد المرأة المطلقة معهم يعني أنها لن تستطيع الخروج أو العيش بمفردها.

4- فرصة زواج ثانية: 

البعض يعتقد أن الطلاق يقلل من فرصة المرأة في الحصول على زوج مناسب مرة ثانية، في حين يمكن للرجل المطلق أن يتزوج دون عوائق أو ضغوط، ولا يعيبه أنه لم يتمكن من الحفاظ على زيجة سابقة. فتصبح تجربة الطلاق وصمة عار يجبرها المجتمع ألا تتخلص منها. لكن في الآونة الأخيرة تغيرت الصورة النمطية للمرأة المطلقة، وقد يكون الزواج الثاني أكثر نجاحًا من الأول. لا يعني انتهاء حياة المرأة بالطلاق؛ إذ يمكنها  العودة مرة أخرى إلى مسرح الحياة بالزواج ثانيةََ وبدء تجربة أخرى جديدة. 

5- الوضع المادي في بعض الأحيان:

 يشترط بعض الأزواج على زوجاتهم أن تبقى في المنزل دون عمل؛ كي يكون هو عائلها، ليأتي الطلاق، فتجد نفسها دون عائل أو تصبح كيانََا غير قادر  على أن يتحمل نفسه بعد أن فقدت فرصتها في الحصول على وظيفة، فتعود تبحث من جديد، وتواجه الوضع المادي القاسي، خاصة، مع تهرب كثير من الرجال من دفع نفقات زوجاتهم السابقة، ليمثل هذا تحديََا يعوقها عن كثير من الفرص في التمتع بحياة أفضل. لكن العديد من السيدات تمكنت العثور على فرص عمل أو إطلاق مشروعات لتحقيق الاستقلال المادي.  

6- صعوبة الحصول على فرص عمل مناسبة: البحث عن عمل مناسب يزداد تعقيدًا عندما تكون المرأة مطلقة، ففي أغلب حالات الطلاق تكون السيدة قد تم إجبارها على التخلي عن عملها خلال سنوات الزواج، وتكتشف مدى خطأ هذا القرار بعد الانفصال، فتبدأ في رحلة للبحث عن عمل لتواجه أصحاب العمل الذين قد يرفضون توظيفها، أو يرون طلاقها ضعفََا، فيستخدمون كل صور التحرش في أماكن العمل، ويحولون رغبتها في الحصول على وظيفة واستقرار مادي إلى جحيم. لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت هناك آليات للإبلاغ عن جرائم التحرش والعنف ضد المرأة التي بدورها ساعدت الكثير من السيدات في كسر حاجز الخوف والصمت. 

7- انعدام الثقة بالنفس:
أحيانًا تنظر المرأة المطلقة لنفسها نظرة قاسية للغاية، وكأنها امرأة ينقصها شيء لأنها أصبحت تحمل هذا اللقب، مما يقلل من درجة ثقتها بنفسها؛ لأن بعض النساء تستمد ثقتها بنفسها من تقدير الرجل لأنوثتها، وعندما تتعرض لتجربة الطلاق ترى أنها ليست أنثى بالقدر الكافي حتى يتعلق بها رجل ويتمسك بها. تمكنت العديد من السيدات في إستعادة ثقتها بنفسها وبدء حياتها بعد الطلاق عن طريق اللجوء لطبيب نفسي. 

8-  التساؤلات من حولها وتعرضها لكثير من الأمور الحرجة:
تتعرض المرأة لكثير من التساؤلات حول أسباب طلاقها، مما يجعلها تتقوقع على نفسها وتخجل من مواجهة العالم الخارجى؛ لأن لقب مطلقة يعنى حاجتها للرد على التساؤلات، وذكر الأسباب التى أدت للطلاق.

9- الصورة التي تأخذها عن الرجل بشكل عام تتسبب لها فى عدم الزواج مرة أخرى

تعمم المرأة المطلقة تجربتها على أن كل الرجال لا يقدرون المرأة، وتحرم نفسها من أن تعيش حياتها مثل باقى النساء خوفََا من الوقوع مرة أخرى فى الفخ.

شاركي معنا تجربتك الملهمة واحكي لنا تحدياتك ونجاحاتك وساعدينا في كسر الصورة النمطية للمرأة المطلقة وتغيير المفاهيم المغلوطة حول تجربة الطلاق.

شاركي تجربتك هنا: https://bit.ly/3neIbh5

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

1 comments

أضف تعليق