“كم أنتِ جميلة” – لماذا لا يقولها لك الرجل؟!

٢٨ أبريل ٢٠٢١
Prime Womenترجمة رضوي حسني

istock

يخبركِ بعض الرجال أنك جميلة في أول لقاء  أو خلال لقاءات المواعدة الأولى، بعضًا آخر منهم لا يخبركِ مطلقًا بذلك، مما يترك الكثير من النساء  يتساءلون عن السبب، وفيما يلي نلقي نظرة ثاقبة عن السبب الذي  لا يدع الرجال من إطراء و مجاملة النساء

واعدتُ لحوالي شهرين رجلًا لم يخبرني يومًا أنه يعتقد أني جذابة، ولما يئست من تحفظه في التعبير عن مشاعره قلت له صراحة: “أنا حتى الآن لا أعرف إن كنت تراني جذابة أم لا.” وعندها قال لي:  “ألست أنا من ألاحقك وأسعى للقائك؟” 

عندئذٍ فكرت قليلًا، ولأنني لم أعتبر  أن المكالمة الهاتفية الأسبوعية من هذا الرجل الثري  ودعوات العشاء المتباعدة بمثابة أهتمام من جانبه،  سألته بحسم عما اذا كان بالفعل يلاحقني ويسعى إلى لقائي؟ 

ما أعنيه هنا هو أن هذا الرجل لم يشعر يومًا أنه بحاجة إلى إخباري  أنه منجذب لي، أو أني جميلة، أو يراني جذابة.  وكأن أفعاله  بالرغم من شبه انعدامها – كافية لأن تتحدث عن نفسها. وبسبب تصرفاته هذه، خمنت أنه لم يجدني جذابة بالقدر المناسب ليخبرني ذلك. أو أنه لم يتعلم كيف يعبر عن نفسه لإمرأة بالطريقة التي  تجعلها تشعر بالرضا، كما أن هناك شيئا آخر مؤكد، وهو أن لغة الحب لهذا الرجل لم تتضمن يومًا عبارات الإطراء، والإعجاب بالمرأة.

Miramax/Courtesy Everett Colle

لماذا لا يخبركِ الرجال أنكِ جميلة؟

وفي أول موعد لي مع رجل آخر بعد تلبية دعوته على العشاء في أحد المطاعم، وعند جلوسي توا علي الطاولة، تفحصني قليلًا قبل أن يقول: “أنتِ جميلة،” فابتسمت، وأجبته: “شكرًا لك.” ومرت شهور طويلة دون أن أسمع منه كلمة إطراء واحدة أخري.   وعندما أخبرني مرة ثانية بأني جميلة، كان ردي :”شكرًا لك، كم هو لطيف الاستماع إلى كلمات الإطراء .” وعندها قال: “أنا لا أخبر النساء الجميلات بكونهن كذلك،” ولما سألته عن السبب أجاب: “لأن النساء الجميلات يعرفن جيدًا أنهن جميلات، كما أنهن يسمعن طيلة الوقت عبارات الإشادة بجمالهن لدرجة أنها لم تعد تعني شيئًا بالنسبة لهن لكثرة سماعها”. أما النساء  متوسطات الجمال يعرفن جيدًا أنهن غير جميلات؛ لذا إذا أخبرتهن بعكس ذلك، سوف يدركن أنك  كاذب، كما أن النساء عمومًا  يعتقدن إذا ما الشخص وجه لهن عبارات المجاملة، والإطراء  بشكلهن او مظهرهن، فهو يريد شيئًا منهن؛ لذلك فأنا أرى أنه لمن الأفضل ألا أخبر النساء بأنهن جميلات، جذابات.”

هل يمكنكِ تخيل ذلك؟ نعم، أنا أدرك أنه يمكنكِ؛ ولكني أظن انك ترتابين مثلي  حيال هذه التصرفات. فأنا لا أعرف حقيقةً من أين أتى هؤلاء الأشخاص بمثل هذه المفاهيم العجيبة التي تجعلهم يعتقدون أن مجاملتهم لنا وكلمات الإطراء ، تأتي بنتائج عكسية علينا.

ربما يعتقدون أن هذه العبارات  ستزيد من ثقتنا بنفسنا، أو أننا بسببها سنتركهم لأننا اكتشفنا فجأة قيمتنا وبأننا نستحق من هم أفضل منهم.. بالتأكيد هناك أسباب كثيرة،؛ وربما قد تكون منطقية للشخص الذي فكر بها، ولكنها بالنسبة لي لا معنى لها . 

أسباب أخرى تمنع الرجل من الإطراء على مظهرك:

إذًا، ماذا عن النساء الغير مصنفات كجميلات؟  مفهوم الجمال تطور عبر الأجيال. فبالنظر إلى فن عصر النهضة نجد النساء كن يتمتعن بجسد قوي، وممتلئ برشاقة، ويظهر عليهن ملامح تقبل الذات، والشعور بالراحة و الرضا تجاه أنفسهن. العصور الحديثة  أعطتنا عرائس الباربي، وعارضات الأزياء، وتوقعات جمال غير واقعيه ومن الصعب علي الكثيرات تحقيقها. وباستخدام منطق الرجل الثاني الذي واعدته، الجميلات من المؤكد  يسمعن عبارات المجاملة والإطراء طوال الوقت، وقد أصابهم الملل من كثرة سماعها. ولكن إذا كنتِ تمتلكين هذا النوع من الجاذبية التي قد يرى فيها البعض جمالًا بينما البعض الآخر يراها عادية او متوسطة الجمال، ، فأنا أراهن على أنكِ لا تتكرر علي مسامعك كثيرا عبارة ” أنتِ جميلة جدًا .” 

كما أعتقد أن سبب تراجع بعض الرجال عن الإفصاح بإعجابهم بمظهر المرأة هو لرغبة منهم في عدم الظهور في شكل الشخص المتودد، أو المتملق؛ فهم لا يفضلون أن يكون الإنطباع الأول المكوَّن عنهم لدى المرأة أنهم وقعوا في حبها لمظهرها فقط، ناهيك عن خوفهم من التعرض للابتزاز العاطفي من المرأة في حالة اكتشافها مدى إعجابهم بها، وبمظهرها.

” أنت جميلة ” هل هذه الكلمة بالنسبة للرجل مجرد قول أم هو حقًا يعنيها:

بالطبع قد يلجأ الرجل لهذا النوع من المجاملات  كوسيلة للتودد لكِ. والتقرب منكِ. التقيت رجلًا  في احدى المرات، وكانت أول  كلمة وجهها لي هي، “كم أنت رائعة”، و فُتنت به توا بعد سماعي هذه العبارة، وبالطبع شخصيته المجاملة كان جزءً من مميزات أخرى يتمتع بها. 

لكن للأسف هذه العبارة لم تكن كافية حتى تستمر علاقتي به؛ فبعد ثلاث مواعدات فقط اختفى فجأة، وهذا ما يعني أن عبارته الأولى لم تكن واعدة، ومبشرة أكثر من كونها تحية اللقاء الأول. ومع ذلك في أي وقت أشعر به بالإحباط أذكِّر نفسي كم أنا رائعة، فربما هذه المواعدات الثلاثة لم تكن مضيعة للوقت بعد كل ذلك.

وإذا ما فكرنا في الأمر نجد أنه من المهم أن نرى في أنفسنا الجاذبية والجمال بغض النظر عما يراه الآخرين فينا؛ ولكن أيضًا نود من داخلنا لو نتيقن من أن الشخص الذي نواعده يرانا بهذا القدر من الجاذبية، والجمال، وأن يكون قادرًا على التعبير عن هذا بصدق، وإخلاص. فمن المفهوم أن المبالغة في المجاملة و الإطراء قد تجعلك تعتقدين أن ذلك الرجل يريد أن يكون معكِ فقط بسبب مظهرك؛ لكنه لو ردد هذه العبارات المجاملة بصدق، وبالحد المعقول، سيجعله ذلك أيضًا بشكل ما جذابًا في نظركِ. فبالطبع كلما كان الشخص جميلًا داخليًّا كما يتضح من طريقة تفكيره، لطفه،اهتمامه، احترامه، ومراعاته لكِ، وللآخرين، سيضفي ذلك كله جاذبية، وجمال على مظهره الخارجي.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق