عزباء في سن الأربعين .. “قصص نساء تجاوزن الأربعين دون زواج”

١٣ يوليو ٢٠٢١
كتبت | سلمي محمود

هل تعلم ما الذي يعنيه أن تتخطى سيدة الأربعين من عمرها من دون زواج؟، أو كيف تشعر عندما تظل حالتها الاجتماعية مقترنة بلقب “آنسة” بينما الصغيرات من حولها يحملن لقب “مدام فلان”، خاصة في مجتمع يربط السعادة بالزواج والنجاح بالزواج، أما الحياة بأكملها فمفتاحها عندهم بيد الزواج أيضًا!.

لكن مهلاً فحتى مسألة الزواج نفسه من عدمه متوقفة على عدة أشياء منها ارتباطه بمرحلة عمرية معينة دون غيرها، فالزواج في سن الأربعين أو بعده يعد أمرًا غير منطقي عند البعض ويرتبط دائمًا بالكثير والكثير من التنازلات والتأقلم على القليل والقليل من كل شيء.

فالحياة التي تبدأ في مجتمعات أخرى بعد الستين قد تنتهى هنا بمجرد تجاوز الشابة سن الخامسة والعشرين إن لم تسير وفق بوصلة القوانين التي يُلزمها المجتمع باتباعها دون أي انحراف أو تغيير مسار، أما إن حاولت تغيير بوصلتها وقيادة نفسها إلى مسار لا يقع على خريطة المجتمع فربما يصبح مصير سفينتها الغرقوالانهيار!.

قد تظن أن الأمر تغير مؤخرًا بحكم تطور المجتمع ووجود قابلية لتقبل أنماط وفئات البشر المختلفة، لكنك في الحقيقة مخطئ تمامًا فالأمر مازال معقد كما هوونظرة المجتمع مازالت حارقة كما هي لم تتغير.

لتدرك الأمر أكثر.. إليك عدة مواقف لسيدات تجاوزن الأربعين من عمرهن دون زواج

“الزواج كان حلمًا جميلاً في صباي إذ كنت أرغب كثيرًا في تكوين عائلة، كان يأتيني سيلاً وافرًا من عروض الزواج وخُطبت بالفعل لكن التجربة بائت بالفشل لأسباب يطول شرحها، شيئًا فشيئًا أصبحت في الأربعين من عمري وبدأت أقتنع بأنه ليس مقدرًا لي الزواج، ارتضيت بالأمر الواقع والتفت إلى مستقبلي لكن أحاديث الناس وهمزاتهم ولمزاتهم كانت كالسهام الحارقة التي تطاردني كل يوم، ماذا يحدث؟ القصة المعتادة، أقابل شخصًا جديدًا نتحدث قليلاً ثم يبدأ في التحديق بيدي ليلمح عدم وجود دبلة تحتضن أصبعي ثم يرمقني بتلك النظرة التي اعرفها جيدًا وأكرها بالقدر ذاته ليأتي بعدها السؤال المعتاد “هو أنتي متجوزتيش ليه لحد دلوقتي؟” ليرمقني بعدها بنظرات الشفقة والاستنكار وأحيانًا التشفي أيضًا!”.

“طالما وصلتي للأربعين فلازم تتنازلي شوية” كانت تلك الجملة التي سمعتها من أحدي السيدات التي كانت تحاول تزويجي رغم رفضي لأحد الرجال الذي تجاوز الستين من عمره ولديه 3 أطفال من زوجته المتوفية، فقد كانت على حد قولها تحاول أن تكسبني ثواب الاعتناء برجل مُسن مريض ورعاية أطفاله!، في البداية انفعلت بسبب إصرارها الغريب على إتمام الزيجة رغم اعتراضي على كل شيء بما فيه طريقتها المهينة، لكن بعد ذلك بدأت اعتاد الأمر بل صار لدي اقتناع إنني لن أتزوج إلا بهذا الشكل، فالرجال مَن هم في مثل عمري يفضلون العشرينية صغيرة السن أما مَن تجاوزت الأربعين من عمرها فمصيرها مع الأرمل الستيني أو المطلق الذي يعول 3 اطفال أو أكثر أو غيرهم”.

“التنازلات لا تتوقف عند “نوع العريس” فقط، فحتى إن قررتِ المضي قدمًا في واحدة من تلك العلاقات سرعان ما يبدأ فصلاً جديدًا من التنازلات التي عليك التعامل معها حتى تكتمل الزيجة، فلا مانع من التنازل عن بعض الأساسيات أو خفض توقعاتك بخصوص شقة أحلامك، الفرح الذي تمنيت أن تحظي به يومًا، أو حتى الاتفاقات البديهية البسيطة، هذا بالطبع دون ذكر الضغوطات والابتزاز النفسي الذي تتعرضين له سواء من المقربين لك أو أصدقائك أو جيرانك أو حتى ضغوطك أنت شخصيًا للموافقة على أي عرض زواج حتى وإن لم يكن مناسب لكِ من أي اتجاه! لأنك تعرفين أن “ده المتاح وأنتي عديتي الأربعين وفاهمة” وكأن المرآة ينتهي تاريخ صلاحيتها بعد الأربعين!.

“إن وصلتِ لسن متقدم دون زواج فستجدين الجميع دون مبالغة “يحشر أنفه” في كل تفاصيل حياتك بل وستأتي لكِ عروض الزواج من “كل من هب ودب” بدءًا من الأهل والأصدقاء وحتى حارس عقار منزلك!، الجميع يعرض مساعدته عليكِ بحسن أو سوء نية “بحجة إنهم عاوزين يفرحوا بيكي” بل قد يحاولالبعض إقناعك بالقوة على إتمام الزيجة حتى وإن كانت الظروف غير مناسبة أو الشخص نفسه غير ملائم، دائمًا أتعجب إصرارهم المبالغ فيه على إتمام الأمر ولا أعرف إن كان هذا الشخص مجرد وسيط خير أم مندوب مبيعات يبحث عن عمولته من إتمام “البيعة”.!.

“أصبحت أكره غرفة الصالون واليوم الذي يهمس أحدهم في أذني قائلاً “جالك عريس”، يصيبني القلق والتوتر منذ اللحظة الأولى، القصة ذاتها تتكرر كل مرة، أدخل من باب غرفتي إلى غرفة الصالون التي أصبحت وكأنها غرفة تعذيب أنتظر فيها دوري لأنال جزائي على جُرم لم ارتكبه، أجلس أمام العريس وأسرته ليقومون بعمل فحص وتقييم شامل لي ولأسرتي ومنزلي ثم يبدأ “مزاد التنازلات” والذي بالطبع سأكون الطرف الخاسر به، أرفض الأمر بسبب كثرة التنازلات وعدم مناسبة الظروف ثم أنهار باكية وسط همسات البعض “انتي عديتي الأربعين وكمان بتتشرطي؟” لأكتب فصل النهاية المؤقت لمشهد الصالون اليومي.

“أغلب عروض الزواج التي تأتيني تكون إما من أرمل أو مطلق أو شخص يبحث عن زوجة ثانية! وجميعها ترتبط بتنازلات كثيرة لا يقدمها الطرف الأخر بل عليكِ أنت الرضوخ لها وهذا دائمًا ينهي القصة قبل حتى أن تبدأ، أما إن كنت سعيدة الحظ وابتسمت الأقدار لي وألقت بالشخص المناسب في طريقي فدائمًا ما يفشل الأمر أيضًا بسبب الظروف الاجتماعية  أو فارق المستوى أو حتى فارق السن!”

“كلما تقدمت في العمر متطلباتي أصبحت أكثر لذا أشعر أن علىّ التمهل في اختياري للرجل الذي سأرتبط به بل وأحيانًا أعتقد أنني أعتدت الحياة بهذا الشكل وأن التغيير سيكون صعبًا جدًا، لكن للأسف هذا عكس نظرة المجتمع الذي يربط نجاح النساء “بالحالة الاجتماعية” فمهما كنتِ ناجحة في حياتك سيظل شيئًا ما بك ناقصًا طالما حالتك الاجتماعية مقترنة بلقب “عزباء” وقد يرغمك هذا على قبول أي عرض زواج حتى لو كان الطرف الأخر غير مناسب سواء من الناحية الثقافية أو الاجتماعية أو غيره، ربما شخصيتي كانت قوية بما يكفي حتى لا أنجرف وراء هذا لكن الكثيرات بفعل ضغوط المجتمع والناس فعلن!.

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق