هل حقا تناسخت روح كاهنة فرعونية في جسد البريطانية دوروثي إيدي | كتبت كنزي هشام 

٢٤ يناير ٢٠٢٢
كتبت | كنزي هشام

هل سمعتم من قبل عن قصة الكاهنة المصرية القديمة بنتريشيت؟ عاشت الكاهنة بنتريشت في معبد إيزيس في أبيدوس بعد أن تخلت عنها والدتها وهى لازالت طفلة في الثالثة من عمرها. وفي أواخر سن المراهقة، وقع الملك سيتي في حبها لجمالها الخلاب، رغم أن ذلك الفعل كان انتهاكًا للقوانين الدينية الموجودة فى هذا الوقت. وعندما اكتشفت بنتريشت أنها حامل، انتحرت لحماية الملك سيتي من الخزى والعار. ولكنها كانت على يقين تام أنه فى يوم من الايام سيجمعهم حبهم الخالد، وسيكون ذلك في الحياة الآخرة. 

ماذا لو أخبرتك أن هذه لم تكن أسطورة مصرية، لكنها في الحقيقة قصة حياة السيدة البريطانية دوروثي إيدي (1904- 1981)؟ أو على الأقل هذا ما كانت تعتقده.

في عام 1907، عندما كانت في الثالثة من عمرها، سقطت دوروثي إيدي من أعلى السلم فى منزل اسرتها وفقدت الوعي، و أعلن طبيب الأسرة وفاتها؛ وكانت دهشته كبيرة عندما وجدها تلعب على سريرها بعد ذلك بساعة، عندما حضر لتجهيز جسدها الصغير للدفن.

ولكن مع عودتها الى الحياة، لم تعد دوروثي إلى طبيعتها. بدأت تعاودها أحلام متكررة ترى فيها نفسها تعيش في مبنى ضخم ذي أعمدة،  بالاضافة الى اصرارها على رغبتها في العودة إلى وطنها.

قد تعتقد بينك وبين نفسك أن هذه هى أوهام فتاة صغيرة ذات خيال واسع،  وأُجزم انا أيضا ان العاملين فى المتحف البريطانى أجمعوا على هذا الرأى  في اليوم الذي زارت فيه دوروثي المتحف. فعند دخولها صالات العرض المصرية، شرعت دوروثي في ​​تقبيل أقدام التماثيل، وجلست بجوار احدى المومياوات، وهى تُصر على أن يتركوها هناك مع أهلها.

في عام 1931، وهى في سن الـ 29، سافرت دوروثي الي مصر واتبعت طريق الطوب الأصفر المؤدي إلى مدينة الزمرد فى مصر (مدينة قِفط حاليا)، هناك تزوجت من عبد المجيد وأنجبت ابنها الأول سيتي (والذى اطلقت عليه اسم حبيبها  فى حياتها الأُخرى). 

ولشغفها بعلم المصريات، أصبحت أول امرأة تعمل في مصلحة الآثار المصرية. في أبيدوس، بدأ الناس يغيرون فكرتهم عن دوروثى من كونها تعيش في أوهام، بعد زيارة لها الي معبد سيتي برفقة فريق من علماء الأثار، وإشارتها لهم  الي ان قطعة الارض التي تقف وسطها هي مكان الرئيسية للمعبد.

بعد ساعات من التنقيب، ذُهل فريق علماء الآثار عندما كشفوا عن حديقة بها كل ما ذكرته دوروثي لهم من  أنواع الأشجار واماكن زراعتها. وكأنها كانت تحتفظ بخريطة لاكتشاف الكنز. فبعد الكشف عن حديقة المعبد، قادتهم دوروثي إلى نفق شمال المعبد، والذي لم يكن قد لاحظ وجوده أحد لعقود طويلة،

وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو قدرتها على وصف الصور والنقوش التي لم يكن قد تم الكشف عنها للجمهور بعد. وكانت تُصر طوال الوقت على أن اكتشافاتها هذه تستند إلى ذاكرتها بالمكان من حياتها السابقة، وليس من الابحاث او الدراسات او قراءتها المتعمقة في علم المصريات.

يقول البعض إنها ربما تكون قد ادعت هذه الأوهام كوسيلة للتكيف مع حياتها فى مصر. ويعتقد البعض الآخر أنها ربما تكون قد تأثرت بالكتب والأفلام عن مصر، وخاصة الروايات الرومانسية وقصص تقمص الأرواح التى كانت لها شعبية كبيرة في ذلك الوقت.

لن نعرف أبدًا الحقيقة وراء قصة دوروثي إيدي؛ ومع ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل مساهمتها الهائلة في مجال علم المصريات. وكما صرح صديقها د. هاني الزيني، مؤلف كتاب قصة أم سيتي، ”حقيقة، لا أستطيع أن أتذكر  عدد الناس الذين قابلتهم وادعوا انهم رمسيس او نفرتيتي او كليوباترا او حتشبسوت. معظم هؤلاء الأشخاص يعيدون حكي التفاصيل التاريخية حتى يمل منهم اصدقائهم، لكن دوروثي إيدي كانت خارج المنافسة، وهنا تكمن شهرتها وشعبيتها”.


** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق