سيدة من أبنوب تساهم في تطوير قطاع الخياطة الغير رسمي في قريتها

٢٨ أغسطس ٢٠٢٢
اليكساندرا كينياس

تعيش سامية في قرية أبنوب بأسيوط بصعيد مصر. كفتاة نشأت في مجتمع محافظ، فإن خياراتها كانت محدودة. في الواقع، لم يكن لديها أي خيارات، ولا حتى فرصة للذهاب إلى المدرسة. تعلمت سامية القراءة والكتابة في فصول محو الأمية للكبار في وقت لاحق من حياتها.

بدأت قصة سامية عندما تعلمت أختها الكبرى الخياطة من سيدة في الحي الذي تسكن فيه وذلك من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية للأسرة فيما يخص الملابس، في هذه المجتمعات المحافظة، والتي تكون فيها كل من حرية الحركة والانتقال والموارد المالية محدودة، تقع مسؤولية خياطة الملابس والمفروشات على عاتق نساء المنزل. وتنتقل هذه الحرفة وماكينة الخياطة التي تمتلكها الأسرة من جيل إلى جيل.

شاهدت سامية أختها تخيط من بعيد، وعندما لم يكن أحد يشاهدها، كانت تقص الأكياس البلاستيكية في هيئة باترونات وتخييط قصاصات القماش. لم تتمكن سامية من استخدام ماكينة الخياطة الا بعد أن تزوجت الأخت الكبرى وتركت منزل الأسرة، وكانت خلال هذه السنوات الطوال قد تعلمت مبادئ الخياطة من خلال مشاهدتها لأختها، بالمثابرة والاجتهاد والتجربة والخطأ، أتقنت الحرفة.

نما شغفها بالخياطة وأرادت أن تصبح خياطة محترفة. رفضت عائلتها فكرة أن تبدأ مشروعًا تجاريًا، ولكن مع إصرارها، سمحوا لها بالعمل على نطاق صغير. علمت سامية الفتيات في قريتها الخياطة. كانت تعرف أنها خياطة ماهرة، وكانت تطمح إلى استخدام مهاراتها لتحقيق الاستقلال المالي.

أصبحت مشهورة في قريتها والقرى المحيطة بها. عندما أجرت إنرووت للتنمية Enroot Development مسحًا حول توظيف المرأة في أبنوب، تردد اسم سامية علي لسان جميع السيدات الآتي شملهن المسح. كانت سامية قد دربتهم جميعا. في الواقع، أدركت إنرووت أنه من خلال تعليمها لسيدات القرية، ساهمت سامية في تطوير قطاع الخياطة الغير رسمي في أبنوب. وعندما التقى بها فريق إنرووت، اكتشفوا أهمية حرفة الخياطة كفرصة لتوظيف الإناث وريادة الأعمال.

وبناءً على ذلك، أوصت إنرووت للتنمية في دراساتها حول أبنوب بأهمية تطوير قطاع الخياطة كقطاع يتمتع بإمكانيات نمو وفرص للتدخلات التنموية.

بعد أن تزوجت سامية وتركت منزل عائلتها، سعت الي تحقيق بعض أحلامها في ريادة الأعمال. ومن خلال إحدى المنظمات غير الحكومية، تقدمت بطلب وحصلت على قرض صغير لبدء مشروع خياطة. وعلى عكس عائلتها التى كانت تسمح لها بالخياطة ولكن على نطاق ضيق، شجعها زوجها أكثر على تحقيق حلمها. وبالقرض الذي حصلت عليه، أسست ورشة صغيرة للخياطة، وجهزتها بأربعة ماكينات خياطة ذات وظائف مختلفة.

تفخر سامية بأنها أول سيدة أعمال تمتلك ورشة خياطة في أبنوب. لديها أربع سيدات يعملن يوميا في الورشة ويشاركونها بالمشروع، بالإضافة إلى العديد من السيدات الآتي يعمل بنظام الساعات المتقطعة كلما استدعت حاجتهم الي المال. وقد قامت سامية بتدريبهم جميعا.

تؤمن سامية بتمكين المرأة، وتفخر بأنها دربت آلاف من السيدات والفتيات من قريتها والقرى المجاورة على كيفية الخياطة. دربت سيدات وفتيات من جميع الأعمار والحالة الاجتماعية؛ شابات مقبلات على الزواج، سيدات متزوجات وأرامل ومطلقات، وكل من أرادت أن تتعلم مهنة الخياطة. وقامت سامية بتدريب الكثير منهم بدون أي مقابل، لمساعدتهم على اكتساب قوتهم. وكانت النفقات الوحيدة التي دفعوها هي مصاريف مواصلاتهم إلى مكانها.

منتجات ورشة سامية موسمية، وتتنوع من الزي المدرسي، إلى الملايات والستائر، إلى تجهيز العرائس، وغيرها. تدير سامية جميع جوانب أعمالها. كما أنها تتعامل مع مختلف الموردين. علاوة على ذلك، فهي مستمرة في تعليم وتدريب الخياطة الي المزيد من السيدات.

اليوم، سامية تحصد ثمار عملها الشاق بعد أن استطاعت أن تسدد قرضها بالكامل. وهي تطمح إلى تطوير ورشتها، وشراء المزيد من الماكينات، وتوظيف المزيد من النساء ومساعدتهن هم أيضا على تحقيق الاستقلال المالي.

حساب أ/سامية على واتس اب:  https://wa.me/message/D5OVJA7FWC6WB1
لمعلومات عن نطاق عمل شركة إنرووت للتنمية: https://enroot.org/

**إذا أعجبتك هذه المقالة، اشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني



أضف تعليق