متضامنون مع نورا ناجي

٢٨ أغسطس ٢٠٢٢
كتبت: سلمى محمود

إن سألت أي شخص يحمل حيثية “المشهور” ما أكثر ما تُحبه في الشهرة بالطبع سيجيبك إجابة قد تبدو مرتبة لحد الملل ولكنها واقعية للحد الذي لن تتمكن من استيعابه وهي “حب الجمهور”، فلا يستوعب المشهور كونه “مشهورًا” إلا عندما يلمح أحدهم يحمل لافتة قد تؤلم يده من ثقلها طُبعت عليها صورته وكُتب عليها اسمه بالبُنط العريض يلوح بها يمينًا ويسارًا دون كلل أو ملل، ولن يعي حجم المسؤولية التي وُضع بها إلا حينما يسمع اسمه يتردد بصوت مبحوح وبشكل مُستمر على ألسنة الجميع دون توقف.. هذه تُسمى ضريبة الشهرة وهي الضريبة الوحيدة التي قد تدفعها وأنت مبتسم حتى وإن خسرت مقابلها الكثير والكثير.

تمتلئ الأساطير والنوادر القديمة عن قصص الحب الولهان بين الفنانين أو حاملي صفة الشهرة عمومًا ومعجبيهم التي تبدأ بالبدايات السعيدة التي تتمثل في الإعجاب الشديد ثم الهوس المُطعم بالحب والهدايا والشوكولا الفاخرة والهتاف الذي يدوي صداه أرجاء كل مكان تخطو قدم المشهور به وتنتهي بالنهايات التي يُفضلها الجميع وتكتسب النكهة المحببة لهم ما بين الحب أو الصداقة أو أية قصة يغلب على واقعها السعادة.. لكن على جانب أخر هناك قصص لا تُغلف فصولها لا سعادة ولا حب وإنما ألم ورعب وحياة تتحول إلى جحيم ما بين ليلة وضحاها!

هناك العديد من الصفحات التي سقطت سهوًا من كتاب “علاقة المشاهير مع معجبيهم” تحمل الكثير من الوقائع المؤسفة التي تصلح لتحويلها إلى فيلم من أفلام الرعب النفسي وستحقق أعلى الإيرادات حينها، تتحدث تلك الفصول عن كيف حولت علاقة الحب بين لمشاهير ومعجبيهم إلى هوس تحولت على إثره حياتهم إلى جحيم، الأمر أختلف في حِدته من مجرد معجب مجهول حاول تقليد المشهور أو اقتحام خصوصياته أو لفت نظره بغرابه تصرفاته أو تتبع خطواته ومعرفة أخر اخباره أول بأول كصحفي يعمل في الصحافة الصفراء، أو أخر تحول إعجابه بالمشهور إلى مستوى أخر من الهوس روع خلاله حياة المشهور وجعلها قاتمة خالية من السعادة والهدوء سواء عن طريق إطلاق النيران عليه أو إخافته بمطاردته في كل مكان أو ربما محاولة خطفه أو ترويع أسرته وأحيانًا تهديده بالقتل وتشويه !السمعة

قصتنا اليوم لمهووس أخر فعل أكثر ما هو متوقع من مهاويس الفنانين، نورا ناجي كاتبة وروائية مصرية ولدت في العاشر من فبراير عام 1987 شدَّت رِحالها من طنطا بمحافظة الغربية وبدأت قوافل بعثتها المغادرة صوب (القاهرة) لبدء رحلتها مع عالم الكتابة والإبداع، صدر لها عِدة مؤلفات أدبية من ضمنها (بانا/ الجدار/ بنات الباشا/ أطياف كاميليا/ الكاتبات والوحدة).

ذاع صيتها وسُحر الجميع بإبداعها البارز في الروايات الأدبية التي نُشرت لها تباعًا وجنت معها ثمار المجد والشهرة وحب الجمهور، ولكن بين ليلة وضحاها تحول الأمر إلى كابوس حينما استيقظت “نورا” ووجدت أحد الأشخاص أدعى معرفته بها وبدأ في إثارة حملة تشويه ممنهجة ضدها بدأها بإدعاء سرقتها الأدبية ثم نشر الشائعات عنها هنا وهناك التي طالت حياتها الخاصة وسُمعتها وسعى معها إلى تشويه سمعتها الخاصة والخوض في شرفها وعرضها، كما بدأ في تهديدها بكشف تفاصيل حياتها على الملأ.. المثير إن كل هذا حدث دون أن ينشر دليلاً واحدًا على قوله هذا!

الأمر لم يتوقف على هذا فهذا المهوس حاول اختراق حسابها الشخصي على فيس بوك وهو ما دعى إدارة فيس بوك إلى إغلاقه بسبب محاولاته المكثفة للسيطرة عليه بالإضافة إلى تهكير بعض حسابات أصدقائها، كما لا تستطيع نور استعادة حسابها بسبب بعض المشاكل التقنية.

نورا مثل أي شخص ناجح/ مشهور حب الجمهور كان يمثل لها الوقود الذي يدفعها لتكملة مشوارها لكن في تلك الحالة فالهوس الذي صاحب هذا الشخص” كان بمثابة الفرامل التي أصبحت تُعيق حياتها وتعرقل نجاحها يومًا بعد يوم فحتى مع نصيحة الأصدقاء لها بإلقاء كل شيء خلف ظهرها وألا تعريه أي اهتمام وهذا ما فعلته هي حقًا ولكن الأمر استمر وزاد سوءًا وواصل المهوس حملته ضدها من التجاوز والتطاول والسباب وإثارة الشائعات والخوض في الشرف والعرض.. نورا في صدد اتخاذ إجراءات قانونية ضد هذا المدعو قريبًا ولكننا بحاجة إلى وقفة مع تلك الأفعال الصبيانية، بحاجة إلى تحري الصدق فيما يقول البعض عن الأخرين بدلاً من تصديقهم دون أي دليل، بحاجة إلى تجنب هؤلاء ومحاولة ردعهم بدلاً من استضافتهم فعلى شاشات التليفزيون ليوصلون نشر قمامتهم على مستوى أكبر، بحاجة إلى التضامن مع نور وغيرها ضد كل ما تسول له نفسه.. متضامنين مع نورا ونتمنى أن تحصل على حقها قريبًا جدًا وتعود إلى حياتها وإبداعها اللا منتاهي.

**إذا أعجبتك هذه المقالة، اشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق