الحب أم الاحترام في العلاقات الانسانية | إيمان عرابي 

٩ سبتمبر ٢٠٢٢
كتبت | ايمان عرابي

الحب أم الاحترام؟

الحب والتقدير والاحترام أساسيات لا يمكن فصلها في العلاقات الإنسانية لتأثيرها الكبير على مدى استمرار العلاقات، فالتقدير والاحترام يقويان أواصر العلاقة وذلك يكون بعبارة شكر أو موقف جميل أو حتى نظرة عرفان.

السؤال هنا، أيهما أهم بالنسبة للفرد؟!..  أن يكون محبوبا ممن حوله أو يكون في موضع تقدير واحترام؟.. وأيهما يكون سببًا  للآخر ويؤدي إليه؛ الحب أم الاحترام، وهل يمكن فصلهما؟ بمعنى هل هناك حب بدون احترام أو هل هناك احترام وتقدير بدون حب؟

مفهوم الحب والاحترام

قبل أن نستفيض في الحديث عن هذا الموضوع علينا أن نعرف ما هو الحب وما هو الإحترام، والفرق بينهما:

مفهوم الحب

الحب هو شعور بالمودة تجاه فرد آخر، ويكون شعور فطري غير مقصود مثل ما نشعر به منذ الصغر، فالطفل يحب أمه بالفطرة ثم يبدي تعلقه بأبيه عندما يكبر  قليلًا، وهكذا يكبر الشعور بالحب وينمو داخل الأفراد بالفطرة، ويصبح حب للأخوة والأقارب والأصدقاء، ثم شعور بالحب تجاه الجنس الآخر ليكلل بالزواج وبناء أسرة وهكذا تتكرر الدائرة لتصبح سلسلة داخل المجتمع.

أحياناً يكون الحب تجاه أفراد غير متشابهين في الطباع أو الخصال لكنه شعور داخلي يدفع لإسعاد الآخر والتضحية من أجله، وهنا يحضرني ما كتبه كاتبنا الكبير أنيس منصور عن الحب “الحب يأتي دون سبب، وليس هناك قيود له، لا يأتي بمال ولا يأخذ بجمال، ولا يُقَاس بعمر، هو قَدَر مشيت فيه وأجَّل الحب أن تجد شخصًا يقرؤك في صمت، يري طيبتك وقت غضبك، يشعر بحنانك في قسوتك، يرى حزنك خلف ابتسامتك، يستوعبك وقت عنادك، ويتحملك وأنت في أسوأ حالاتك.”

والحب موجود بين كل المخلوقات وممكن أن يكون حب شخص لحيوان معين، إذًا الحب شعور فطري لا يمكن اكتسابه أو منحه.

مفهوم الاحترام

الاحترام هو التقدير والإعجاب بشخص آخر لصفاته الحميدة أو لطبعه السلس أو لنجاحه في مجال معين أو لثقافته أو قصة كفاحه، فالاحترام للطرف الآخر ممكن أن يتواجد لتقديره ولكن ليس لوجود عاطفة الحب تجاهه في البداية؛ إذًا الاحترام ينبع من الإعجاب ولا تكون للمودة علاقة به.

أحيانًا يُفرَض الاحترام بسبب الفرق في السن أو السلطة أو المكانة الاجتماعية، ومن هنا اتضح الفرق بين مفهوم الحب والاحترام؛ فالحب شعور فطري لا يمكن إجبار شخص على حب أحد معين، حيث أنه يأتي بشكل طبيعي ويكون شعور قوي من المودة والانجذاب نحو الآخر، أما الاحترام فهو عامل أساسي في العلاقات يمكن التحكم فيه بين الأشخاص لاستمرار العلاقات. 

أيهما أهم الحب أم الاحترام

هما الاثنان من العوامل الأساسية لأي علاقة مع اختلاف نسبتهما في العلاقة، ولكن أي علاقة لا يتوفر فيها هذان العاملان قد يحدُث بها خلل، ونسبة الحب إلى الاحترام في أي علاقة ترجع إلى طبيعة العلاقة، فالعلاقات الزوجية والأسرية يجب أن تُبنى على الحب والاحترام، أما باقي العلاقات الاجتماعية وعلاقات العمل بين الموظفين وبعضهم باختلاف مناصبهم يكون أساسها الاحترام،  والمحبة قد تأتي بالتعامل فيما بعد وقد لا يكون هناك محبة ولكن يجب أن تظل العلاقات مبنية على الاحترام.

الاحترام ثقافة مهمة جدًا في المجتمعات سواء في مجتمع الأعمال، في الأماكن العامة، في جميع المؤسسات سواء تربوية، إجتماعية، رياضية أو ترفيهية. 

ليس من الضرورة أن نحب كل من نقابله في حياتنا، ولكن المؤكد والضروري أن يسود علاقاتنا الاحترام الحقيقي الذي ليس وراءه مصلحة أو نفاق. 

احترام الآخرين تفرضه علينا أخلاقنا وسلوكياتنا، ويدل على الأصول والتربية، فالاحترام لا يأتي من خلال التعليم والمدارس والجامعات الدولية، إنما يكون منذ الصغر في التربية، ويكون منهج يعيش به الفرد في المجتمع، ويدل على ما تلقاه من والديه من مبادئ وسلوكيات. 

كلما احترم الإنسان ذاته استطاع أن يحترم الآخرين، بغض النظر عن البيئة التي يعيش فيها سواء بين طبقات المجتمع الراقي أو في حي شعبي، ففي بعض الأحيان نجد أن بعض من تلقوا قدرًا بسيطًا من التعليم لديهم من الاحترام والتقدير للآخرين  ما يفوق بعض المثقفين وأصحاب المال والنفوذ. 

هناك قاعدة عامة أن “من يَحْتَرِم غالبًا ما يُحْتَرَم”، وقناعتي الشخصية أن التقدير والاحترام يكون لهما تأثير سحري في العلاقات، فالتقدير والاحترام يساعدان على استمرار العلاقات، وممكن أن يؤديا إلى المحبة المتبادلة. 

“أن تحبني هذا اختيارك ولكن احترامي هو فرضٌ عليك حتى أحترِمَك، اِحْتَرِم تُحْتَرَم.”

**إذا أعجبتك هذه المقالة، اشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق