بيشوفوكي إزاي؟؟ : إضطرابات الطعام وهوس التواصل الاجتماعي | كتبت ميسا جيوسي

١٧ نوفمبر ٢٠٢٢
كتبت ميسا جيوسي

يعيش العالم بأسره في مرحلة ما يمكن تسميتها ما بعد عصر التواصل الإجتماعي حيث أصبح كل شيء في حياتنا اليومية تقريبا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة متصل بما نشاهده ونسمعه عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وأصبح ذلك ينعكس بشكل أو بآخر على أسلوب حياتنا وإفكارنا وطرق معيشتنا بمستويات مختلفة تتغير بحسب معطيات المكان والخبرة العلمية والعملية والمكانة الإجتماعية للشخص. ولعل من أهم ما يؤثر على سلوك السيدات بشكل عام والفتيات بشكل خاص هي الصورة التي تصدرها مواقع التواصل الإجتماعي عن الشكل المثالي الذي تسعى للوصول إليه كل الفتيات خاصة في سن المراهقة ومراحل الشباب الأولى. وأصبح  وزن الجسم وشكله هو الهاجس الأول لملايين النساء حول العالم، يسلكن في سبيل ذلك طرق صحية وأخرى كثيرة غير صحية وغير مناسبة.

ولأهمية الموضوع سنتناوله  بعيون إخصائية التغذية العلاجية د. دينا ثروت سليم  من خلال ما تنشره بشكل متكرر من مواد توعوية عبر مواقع التواصل الإجتماعي حول أهمية هذه القضية والحاجة للتعامل معها بشكل حذر من قبل الأهل تجاه الفتيات فيما يتعلق بأسلوب الحياة الصحي المتصل بالغذاء المتوازن الشامل لكل ما يتطلبه الجسد من إحتياجات. لكن للأسف في كثير من المشاهدات ترى د. دينا  بأن الأهل ذاتهم  هم من يشكلون عامل ضغظ إضافي على الفتيات لا محفز لهن للتعامل مع القضية بعيدا عن الهوس النمطي المتعلق بما يروج له عبر وسائل  التواصل الإجتماعي، مشكلا ضغط على إسلوب حياة الفتيات.

تتطرق د. دينا لإضطرابات الطعام التي أصبحت شائعة جدا في يومنا هذا والتي تطال حسب الدراسات كل السيدات بفئاتهم العمرية المختلفة لكنها تصل لنسب أعلى بين الفتيات صغيرات السن والمراهقات. وتشير إلى أن الكثير من نجوم السينما والمشاهير حول العالم كانوا يعانون من سوء في التغذية وتذكر منهن على سبيل المثال الأميرة ديانا، انجلينا جولي، ليدي جاجا والقائمة تطول و هناك اسباب متعددة لتبني هذا النهج من قبل الكثير من الفتيات والسيدات منها:

1- محاولة الحصول على الإعجاب من الجنس الآخر حتى وإن لم يكن الإفصاح عن هذا بشكل مباشر.

2-  قبول مجتمعي أكبر للسمنة بين الرجال وليس بين النساء.

3- الترويج بشكل صريح أو مبطن لكون السمنة هي سبب للعنوسة في كثير من المجتمعات التي لازالت ترى في المرأة ومقاييس جسدها معيارا لنجاح العلاقات الإجتماعية أو فشلها.

4- هناك مقارنات تعقد بشكل متكرر في المجتمع بين أشكال الفتيات والسيدات وكيف يبدون ومقارنا أشكال اجسادهن بغيرهن خاصة من النجمات ومشاهير مواقع التواصل الإجتماعي. 

وتشير د. دينا بأنه منذ أربعة عقود تزايدت بشكل كبير نشر صور السيدات والفتيات اللاتي تتمتعن بمقاييس جسدية معينة على أغلفة المجلات الموضة، وأصبحت الصورة النمطية للمرأة هي المقبولة وما عداها يحارب بالتنمر والإقصاء. ومن المهم جدا التطرق لكون هذه المشكلة متعددة الجوانب فيتصل بها صفات سيكلوجية تتمثل في تجويع الجسد بشكل قسري والإنسحاب من المحيط الإجتماعي، وفقدان التركيز، والتوتر، وإضطرابات النوم، إضافة إلى حدية في المزاج وفقدان للطاقة مما قد يقود للإكتئاب. وهنا لابد من إنارة ضوء في نهاية هذا النفق المخيف من القضايا التي قد تبدوا بسيطة في نظر الكثيرين لكن يترتب على تراكمها وإهمال التعاطي معها مشاكل جمة تنعكس على الفتيات والسيدات وبشكل تلقائي على المجتمع اللاتي يشكلن نصفه. تدعو د. دينا من خلال خبراتها العملية ودراستها للموضوع على مراعاة التالي:

  1. من المهم أن نتواصل مع الفتيات بشكل ودي لشرح تداعيات هذه المشكلة وكيفية التعامل معها.
  2. من المهم إحاطتهم بشكل كامل حول تأثير هذه السلوكيات الغير سليمة غذائيا عليهن في الحاضر والمستقبل.
  3. من المهم ان نوفر للفتيات وخاصة في سن مبكرة والمراهقات أذن صاغية بشكل كبير نفهم منهن تخوافاتهن ونتعامل معهن بناء عليها للوصول لحلول منطقية تساعدهن على إعادة فهم أهمية التغذية المتوازنة.
  4. من المهم التدرج بالخطوات والعمل على إقتراح علاج في حالة الحاجة إليه حتى وأن كان بصورة إستشارات طبية.

هذا على المستوى الفردي، أما فيما يتعلق بالمستوى المجتمعي فعلى الجميع كل في موقعه خاصة النجوم ومشاهير مواقع  التواصل الإجتماعي عليهم مسؤولية التوعية بشكل متكرر والتعامل مع متابعيهم بقدر أكبر من المسؤولية ليس فقط بشكل  أناني يضمن مصلحتهم الفردية بغض النظر عن ما سيتركونه من أثر سلبي في المجتمع. بإمكانكم متابعة المزيد من النصائح المتعلقة بالتغذية على حساب د. دينا ثروت سليم في الانستاجرام Gohealthyclinic

**إذا أعجبتك هذه المقالة، اشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق