ديانا سعد تؤسس شجرة التوت الناشئة لدمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في المشهد الفني والثقافي

٢٥ مارس ٢٠٢٣
رضوي حسني


ديانا سعد عملت في مجال تعلم وتنمية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجهم الفعال في المجتمع. بدأت مجال فنون الأداء المسرحي عندما كانت طفلة. أثناء دراستها في المدرسة، كتبت بعض المسرحيات وقامت بتمثيلها مع أصدقائها. عندما التحقت بالجامعة قضت عامين في مسرح كلية الإعلام، وتلقت دورات تدريبية في المسرح والتلفزيون على التمثيل مع مدربين محترفين.

عملت في مجال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة كخبيرة في التعليم والتطوير لمدة أربع سنوات. ساعدت في عقد عدة ورش عمل لرفع مستوى الوعي لديهم، وإبراز قدراتهم والآداب المناسبة للتعامل مهم في مصر.  وتحول شغفها بالمسرح والفن إلى التفكير في كيفية مساعدة الأخرين على التعبير عن أنفسهم من خلال الفن، من هنا بدأت في بناء شجرة التوت لجميع الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصج الذين لا تتاح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، وتوفير بيئة آمنة لهم للتعبير من خلال التعليم الفني والثقافي وفرص المشاركة الفنية ونشر الوعي

شاركت في أحد أكثر العروض المسرحية نجاحًا في مصر، وهو بيت الأشباح عام 2019. كما شاركت كممثلة رئيسية في حلقة وثائقية بعنوان “أروى صلاح والمبتسرون”.

سيدات مصر: متى بدأت علاقتك بالفن؟

ديانا سعد : منذ المرحلة الابتدائية، كنت بألف اسكتشات صغيرة ونقوم بتمثيلها مع اصحابي في المدرسة، كمان اثناء انضمامي لفريق الكشافة كانوا بيدوني مسؤولية المسرح سواء تمثيل أو اختيار الفريق، لغاية ما دخلت الجامعة وانضممت لأكثر من فرقة مستقلة ومنها لأول عرض مسرحي اخراج محمود جمال حديني مسرح فاطمة رشدي.

س م: كيف جئت بفكرة مشروعك الحالي؟

د س: أثناء عملي كمنسقة تدريب ومسؤولة علاقات عامة بإحدى المؤسسات التي تعمل على دمج الأشخاص ذوي االإحتياجات الخاصة في مجال التعليم والتوعية، بالتوازي مع عملي كممثلة في المسرح، شاركت إحدى الفتيات عن قصتها وهي بتحاول الإنضمام لمسرح الجامعة، لكنها واجهت الكثير من التمييز والتنمر من قبل زملائها في الجامعة بسبب ضعف بصرها الحاد، وشكل نظارتها السميكة التي كانت تجعل عينيها تبدو أوسع بكثير مما هي عليه، من هنا بدأت اسأل ليه مش بيتم دمجهم في برامج المسرح والدراما والعروض المسرحية كمؤديين أساسيين وبدأت أولى الخطوات في إنشاء وتطوير شجرة توت لفنون المسرح الدامج.

اثناء عرض المسرحية، صحابي من ذوي الإحتياجات الخاصة جم عشان يتفرجوا على العرض، قابلوا صعوبات في مشاهدة العرض والأماكن المتاحة ليهم، اللى دفعني اكثر لاستمرار التساؤلات وإنشاء المبادرة ومنها لغاية ما أصبحت شركة ناشئة.

س م: ما هي آخر أعمالك الفنية؟

د س: تنفيذ أول عرض مسرحي دامج “ها نحن” من قصص أنطون تشيخوف، إخراج هاني عفيفي، بتمويل من الاتحاد الأوروبي واتحاد المعاهد الثقافية بمصر، مؤسسة العمل للأمل، بالتعاون مع بسيطة لايف، مركز أجورا للفنون، استوديو عماد الدين، شركة المشرق، ومؤسسة النور والأمل.

 س م: ماذا يمثل الفن في حياتك؟

د س: مع بداية أزمة الكورونا، والمسارح والمعارض اتقفلت، بدأت احس انه لأ مش هقدر اكمل من غير وسيلة فنية للتعبير من خلالها، ساعتها اتجهت للرسم أو طلبت من صحابي يبعتولي قصص شخصية امثلها اون لاين على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن زي ناس كتير بدأت ادور على الوسائل اللى اقدر اعبر من خلالها، خلال الوقت ده برده بدأت الشغل والكتابة على شجرة توت وأقدم في اكتر من حاضنة اعمال، عشان افضل متعلقة بالفن خاصة بجانب شغلي وظروف حياتي المختلفة للعيش باستقلالية، من وقت مبكر كان تفكيري هو ازاي احول المسرح والفن انه يصبح هو شغلي وشغفي اللي بيكبر معايا ويحقق هدف أو فكرة جديدة من وراه، مع محاولة تطويري من نفسي كمان كممثلة ومحبة لأنواع مختلفة من الفنون.

 س م: كيف للمرأة العربية أن تتحرر من قيودها بالفن؟

د س: وانا صغيرة، كان المسرح والتعبير من خلاله من تمثيل عرض مسرحي أو المشاركة في ورشة تعليم لنوع من أنواع فنون المسرح هو وسيلة التعبير ليا بشكل شخصي والدخول جوه عوالم شخصيات مختلفة، اثناء فترة الكورونا بدأت اخلى نفسي اكتشف الألوان وكنت بحاول اعبر عن حالتي اليومية من خلالها، بالتالي كان الفن هو وسيلة التحرر من افكاري المتلغبطة والهروب من عالم محيط كان في وقت رافض اختلافي وتحرري بالفن.

س م: ما أهم الصعاب التي مرت عليك خلال مشوارك في الفن، وما الدروس التي خرجت بها منها؟

د س: أهم الصعاب هي محاولة دائماً التوفيق بين الشغل أو مصدر الدخل، بين ممارسة الفن، محاولة اقناع اهلى او الناس اللي حواليه بأهمية ممارستي للفنون والمسرح، ده اخد وقت كتير من طاقتي ومجهودي وحالتي النفسية.

أن أنت لازم تكون واثق في نفسك وعندك ايمان جواك ان اختلافك ده شئ مميز، لا تستمد ثقتك من الناس وآرائهم، الفصل دايما بين الشغل والعلاقات الشخصية، مع كل مشكلة وتحدي يقابلني أخذ نفس عميق واكمل الطريق لأخره.

س م: برأيك ما العقبات التي تواجه الفنانين العرب عموما، والفنانات منهم خصوصا؟

د س: انا هتكلم بصفتي فتاة مصرية، هو أن من أهم العقبات هو محاولة الهيمنة على آرائها وقراراتها كشخص مسؤول في مجال العمل واتهامها دائما بقلة الخبرة، ياما لصغر سنها او لكونها امرأة خاصة في مجال المسرح والدراما والإنتاج الفني.

س م: هل الموهبة وحدها كانت كافية، أم الدراسة لعبت دورًا أكبر في تطور مشوارك كفنانة؟

د س: بالطبع الموهبة مش كفاية، دايماً بشوف اني لسه محتاجة للدراسة ومرحلة التعليم عمره ما هتقف لحد سن معين، كمان الموهبة لو لم تغذي كل فترة، هتطفي، ده الي بحاول افكر نفسي بأني مهما وصلت، لسه هكون محتاجه للتعليم واكتساب الخبرة.  

س م: ما هي خطواتك القادمة في مشوارك الفني؟

د س: اعادة العرض المسرحي “ها نحن” في القاهرة قريباً، عمل شراكات مع أصحاب المصلحة في المسؤولية الاجتماعية للشركات، تنفيذ برامج مسرحية مختلفة مع مؤسسات التي تعمل بشكل مباشر مع الأشخاص ذوي االإحتياجات الخاصة، على الصعيد الشخصي، التقديم للدراسة بالخارج عن كيفية الدمج المسرحي، الطرق التكنولوجية لجعل المسرح المصري أكثر تطوراً وإتاحة لدمج المؤديين والممثلين ذوي الإحتياجات الخاصة المختلفة.

س م: وجهي كلمة لفنانة عربية لا تزال في بداية الرحلة؟

د س: اقرب ناس ليكي، هتسيبك، وممكن تأذيكي، اهلك مش هيصدقوكي غير لما يشوفوا بعنيهم نجاحك، تطورك، نفسك هيروح كتير في الأوقات الصعبة والأزمات، ثقتك وإيمانك تكون في ربنا والموهبه اللى ادهالك، وفي نفسك فقط، مع كل أذى او وقت عصيب هيعدي عليك متفقديش ثقتك باحساسك، الناس الكويسة اللي حواليكي، لسه في ناس يستحقون ثقتك ودعمك، دوري كويس هتلاقيهم حوالكي، في كل وقت صعب هيعدي عليك هتكوني اقوى، كملي الطريق.

**إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق