السيدة سميحة غنيم، ابنة الدقهلية، وأول مديرة مصرية لمدرسة ليسية الحرية

٣ يوليو ٢٠٢٣
طارق رفعت

إذا كنت تسير في أحد شوارع المعادي و دلفت إلي نادي المعادي و توجهت للسؤال لبعض من الرواد الذين هم الأن في أواخر أربعينياتهم و خمسينياتهم و سألتهم عن إذا ما قد سمعوا عن سميحة غنيم ؟ فحتماً مع بضعة مقابلات ستجد ردوداً مثل “بالطبع ! لقد كانت مديرة مدرستي ليسيه الحرية في المعادي” ” كانت من أفضل من أداروا مدرسة الليسيه إلي يومنا هذا! ” و ستستمع إلي الكثير من القصص عن كيف كانت شخصية إدراية من الدرجة الأولى و كيف كانت طيبة جداً و حازمة جداً في نفس ذات الوقت في إدارة المدرسة.

ولدت السيدة سميحة عبد العزيز غنيم عام 1920 في محافظة الدقهلية ، الإبنة الكبرى للسيد عبد العزيز غنيم محاسب في شركة مقاولات بين ستة أخوة ، كانوا ثلاثة فتيات و ثلاثة صبيان. كان الوالد متقدماً جداً بالنسبة للكثير من المجتمع في تلك الفترة حيث أدخل أولاده مدارس رهبان و راهبات في حين أن كن معظم الفتيات في هذا الجيل يبقين في المنزل أوبالكاد يتممن التعليم الإبتدائي فقط. ولكن اكملت سميحة التوجيهية(التعليم الأساسي) و كانت دوماً تحصل على مجانية التفوق، و حصلت على المركز الرابع عشر على مستوى القطر المصري في التوجيهية. و لم يكن ذلك بالأمر السهل حين ذاك .

دخلت كلية الأداب قسم اللغة الفرنسية في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)ً و تخرجت بتفوق أيضاً . حصلت على أول عمل في مدرسة في الزقازيق، ثم إنتقلت إلي مدرسة السنية الثانوية بنات في السيدة زينب كمعلمة أولى للغة الفرنسية تحت إدراة إحدى رائدات التعليم في مصر السيدة كريمة السعيد. بعد العدوان الثلاثي ليسيه إنتقلت إلي ليسيه الحرية بالمعادي كأول مديرة مصرية للمدرسة يناير 1957, و ظلت في إدارة المدرسة حتى ترسخت سمعتها كمديرة حتى حصلت على وسام الاستحقاق الوطنى فئة فارس من الحكومة الفرنسية عام 1975 و فئة قائد عام 1980 و اللذان حصلت عليهما تقديراً لمجهودها في إدارة المدرسة و دورها في نشر الثقافة الفرنسية .

وتركت عالم التعليم عام 1985 بعد مشوار دام أكثر من ثلاثون عاماً من الإدارة ، و تبقى سميحة غنيم بنت محافظة الدقهلية أحد أعلام التعليم الأساسي في القاهرة و المعادي.

أضف تعليق