بطلات يحتفلن بهزيمتهن لسرطان الثدي في أكتوبر الوردي

الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨               كتبت – رضوي حسني

تحدي-لحماية-المرأة-1500x9999-c
نقلا عن جريدة النهار

السرطان أصبح مرض العصر، وباء عالمي تهدد الإصابة به جميع فئات المجتمع، لا يأمن شره أحد.وإنطلق شهر أكتوبر عالميا ليصبح شهر التوعية بمرض سرطان الثدي تحديدا، نظرا لانتشاره بين السيدات من كافة الاعمار، فلم يعد هناك اسرة الا وقد طالها هذا المرض من قريب او بعيد، وأصبحت الشريطة الوردية رمزا دوليا للتوعية به وتعبيرا عن دعم مرتديها للسيدات المصابات به، إلى جانب توعية السيدات عامة لضرورة القيام بالفحص الدوري للكشف المبكر عنه. وأصبحت قصص السيدات المتعافيات مصدرا لالهام وتشجيع الكثيرات اللاتي يخضن هذه التجربة. وقبل عرض بعض هذه القصص، دعونا بداية  نتعرف على سرطان الثدي،  و إحتمالية الإصابة به ، و كيفية الوقاية منه؟

أولاً، سرطان الثدي هو نوع من السرطان يصيب أنسجة الثدي،  لدى المرأة عامة وفي بعض الحالات يصيب الرجال ايضا، و يمكن التأكد من الإصابة به بإتباع أساليب الفحص الذاتي،  كملاحظة ظهور كتلة بالثدي، أو تغير شكله وتورمه، أو بوجود بقع حمراء ذات قشور عليه، أو بخروج سائل من منطقة الحلمة.

وفي حالة انتشار المرض، تزداد هذه الاعراض و تصاحبها آلام في عظام الجسم، مع إصفرار في لون الجلد، وانتفاخ في الغدد الليمفاوية. لذا يتطلب من كل فتاة و سيدة أن تقوم بعمل كشف مبكر على فترات دورية لتطمئن على حالتها الصحية و لتتجنب انتشار المرض في حالة إن كانت مصابة بدون أن تدري.

و تبعاً لإحصائيات مستشفي بهية عام ٢٠١٧، بلغ العدد  الكلي لحالات الكشف المبكر نحو ١٤٦٤١حالة في نهاية العام ، و من بين هذه الحالات ٣% صنفت كأورام خبيثة ، و تم تقديم العلاج  إلى ما يقرب من ٣٠٠٠ حالة سواء جراحياً أو كيميائياً.

44948169_2054801041225246_3001360731703607296_oأما عن إحتمالية الإصابة به، فمرض سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان إنتشاراً بين النساء، حيث تصل نسبة الإصابة به بين السيدات إلى ٣٤%، و لكن من المطمئن أن نسبة الشفاء منه ترتفع بشكل مستمر، حتى أنها قد تصل إلى ٩٨% في حالة إذا ما تم الكشف المبكر عن المرض و معالجته بشكل سريع.

و يمكن الوقاية من مداهمة مرض السرطان باتباع الأساليب الحياتية السليمة، والنظم الصحية الجيدة، كالمحافظة على وزن الطبيعي للجسم، و الإهتمام بتواجد العناصر الغذائية المتكاملة في الوجبات، و تناول الأطعمة الصحية، بالإضافة إل ممارسة الرياضة بشكل دائم، و عمل الكشف اللازم من حين لآخر.

ومن قصص البطلات اللاتي انتصرن على سرطان الثدي، تحكي لنا هبة ربيع – زوجة عاملة و أم لطفلين – قصتها قائلة، “في شهر رمضان اللي فات وأنا بافتش في صدري لاقيت كلكيعة، و لما روحت للدكتور صدمني بان ده ورم متشعب، و قرر سحب عينة منه علشان يعملي تحاليل للثدي، ما كنتش متوقعة ان ده يحصل. التحاليل أكدت انه ورم سرطان. والدكتورقدم لي حلين، إما استئصال الثدي والغدد علشان أقضي تماماً على السرطان، أو أشيل الورم بس و أخد إشعاع و كيماوي، وأنا كنت مرعوبة من العلاج الكيماوي علشان ولادي، فاختارت الحل الأصعب و عملت إستئصال للثدي، و للزسف بعدها بشهر عرفت اني لازم أخد علاج كيماوي – على عكس ما الدكتور قالي – علشان أكمل علاجي كله و أتعافى تماماً من السرطان.

“و علشان ما أخليش زوجي و ولادي يحسوا بأي نقص أو أي احتياجات و علشان يفضلوا حاسين اني طبيعية و مفيش حاجة متغيرة، من خامس يوم العملية كنت بأنزل السوق و بأساعد ولادي، و كنت باحط حاجة على صدري علشان تعزله عن النار لأن كان ممنوع عليا أقرب من البوتاجاز.” و عن جلسة العلاج الكيميائي قالت هبة، “أول مرة كانت صعبة جداً زي كل مرة، الكيماوي بيحرق في الجسم من جوة زي مية النار. و التجربة دي اللي مريت بيها خلتني مصممة اني اهزم السرطان علشان ولادي، فأنا في العادي مش باحط ميك أب كتير، بس  لما كنت باروح جلسة الكيماوي بتاعتي كنت بأتعمد أحط ميك اب و أبقى حلوة أوي علشان أهزم السرطان و أبين اني مش خايفة منه. دلوقتي أنا الحمد لله في المرحلة الأخيرة من علاجي، و حالياً بقيت بأساعد مرضى كتير و بأقوي من عزيمتهم، و كمان ساعات بأروح المستشفى معاهم و هم بيعملوا العملية، و قررنا أنا و صاحباتي اننا نعمل يوم للتوعية بسرطان الثدي.”

45019840_2054800414558642_8234143607188094976_oو عن رحلتها مع سرطان الثدي حكت إيمان ناجح،”حسيت بحاجة بين الإبط والثدى، زي كلكيعة كدة،  فقررت إني أنزل القاهرة علشان أكشف، والدكتور طلب منى سونار وماموجرام. و لما عملت السونار، دكتورة الأشعة عرفت علي طول. أخدت الإشاعات للدكتور اللي قرر إنى لازم أعمل العملية في أسرع وقت علشان يحدد طبيعة الورم. وبعد يومين عملت العملية،  وبعتوا الورم للتحليل. وبعد أسبوع طلعت النتيجة وجوزى عرفني، طبعاً كانت صدمة جامدة بالنسبة لي، و لغاية النهاردة لما بأفتكرها دموعى بتنزل.

إبتديت علاج الكيماوي في مستشفي الإسماعيلية للأورام. وفي أول جلسة ليا في المستشفى، كان في من ضمن الفريق المعالج دكتور صغير لسه متخرج، قالي لما شافني، حضري الباروكة،  فى اليوم ده أنا رجعت البيت منهارة من العياط، و كان جوايا كمية ألم و زعل كبيرة. جوزى وبنات خالتي وقفوا جنبى لغاية ما عديت المرحلة دى، والحمد لله أنا دلوقتي شعرى طول وبأخرج من غير الباروكا، و  كان فى عبارة على طول بتتردد في ودنى (كل مُر بيمر ).

وهناك الآلاف من قصص المحاربات الملهمات التي تعكس لنا شجاعاتهن وقوة تحملهن في مواجه المرض. وفي شهرأكتوبر نبعث بتذكره الي كل فتاة وسيدة بالا تهمل الكشف الدوري، الي كل من تمر بهذه التجربة بألا تفقد الأمل مهما بلغت من معاناة و ألم، أنتِ قوية كغيرك ممن تعافين و أصبح المرض مجرد ذكري بالنسبة لهن و وسيلة لدعم الغير. و في أكتوبر الوردي، لكل بطلاتنا لكم منا أجمل تحية؛ وتذكري دائما أن الجميلات هن المحاربات.

23666605_978100439008106_116312332_n

رضوى حسني خريجة كلية العلوم قسم الكيمياء و باحثة مبتدئة في مجال الكيمياء الحيوية و الهندسة الوراثية.  تهتم رضوي بكتابة المقالات الاجتماعية التي تتناول قضايا المرأة المصرية و العربية و تدعم حقوقها، كذلك تهوي كتابة القصص الروائية.

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق