حملة رانيا أمين WildSoul: دعوة إلى العطف والرفق بجميع الحيوانات في مصر

السبت ١٤ أغسطس ٢٠٢٠
كتبت : دينا المهدي

شوارع مصر المزدحمة وشديدة الفوضى أصبحت تمثل تحديًا كبيرًا ليس فقط للمشاة وسائقي السيارات، بل كذلك لآلاف من القطط والكلاب الضالة التي تجوب الشوارع صباحًا ومساءً بحثًا عن الطعام والمأوى. وعلى الرغم من أن مصر بها أقدم جمعية لحماية الحيوانات في الشرق الأوسط – وهي الفرع المصري لـ “الجمعية الدولية لمنع القسوة على الحيوانات”، التي أنشأها المغتربون البريطانيون في مصر منذ أكثر من قرن –  فإن الطريق لا يزال طويلاً لكثير من المصريين ليصبحوا من محبي الحيوانات والمتعاطفين معهم.

رانيا أمين حسين، كاتبة الأطفال والمحبة للحيوانات، جمعت بين شغفيها، للدعوة إلى التسامح والرحمة تجاه الحيوانات، وأصدرت أحدث كتبها، “مش لعبة، مش أكلة، مش أراجوز”، كما قامت برسمه أيضًا، كصرخة لحشد اهتمام الناس لمزيد من التعاطف مع الحيوانات. بالتوازي مع إصدار الكتاب، أطلقت رانيا أيضًا حملة “أرواح حرة” “WildSoul”؛ للتوعية بحقوق الحيوانات في مصر. تشرح رانيا قائلة: “آمل أن أجعل الناس يتعاطفون أكثر مع الحيوانات، ويشعرون بالظلم الواقع على الحيوانات، وأن ندرك أنه ليس من حقنا استخدام سلطتنا عليهم لإيذائهم أو إذلالهم”.

الحيوانات في مصر القديمة كانت لها مكانة خاصة، لكنها الآن تتعرض لسوء المعاملة من الغالبية العظمي من الناس. منذ قدم التاريخ، وكما يتضح من العدد الهائل من الحيوانات التي كانت تزين المعابد والمقابر القديمة، فإن المصريين كانوا يعاملون الحيوانات بالحسنى ويكنون لهم الاحترام والتبجيل. لم ير المصريون القدماء أن البشر مخلوقات لهم مكانة متفوقة على الحيوانات، بل رأوا كلًّا من البشر والحيوانات مخلوقات خلقها الآلهة، ولها الحق في الحياة. احترموا حيواناتهم واعتنوا بها؛ لأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحياتهم اليومية؛ كانت ضرورية للطعام والشراب، كما ساعدتهم في العمل في الحقول. وكثيرًا ما كانت تُصوَّر الآلهة المصرية القديمة على شكل حيوانات، وأحيانًا تصور أجسادهم كمزيج من الإنسان والحيوان.

الآن الصورة عكس ذلك تمامًا، وأصبح الوضع يسير من سيء إلى أسوأ، سواء بالنسبة إلى الحيوانات التي تُستغل بلا رحمة للعمل في الحقول، أو حيوانات الشوارع التي تُعامل بقسوة. ولم يعد من غير المألوف أن تجد أطفالًا يطاردون كلبًا أو قطة أو يضربوهما بالحجارة، أو يقوم أصحاب عربات النقل بجلد الحمير الجائعة، بلا رحمة وهي تجر خلفها عربات ثقيلة. تقول رانيا:  “كنت أرغب دائمًا في الكتابة عن الحيوانات ومحاولة تقريبها من الناس، ومساعدة الناس على فهمها والشعور بها ووضع أنفسهم في مكانهم. سواء كان كلبًا مربوطًا في البلكونة، أو أسدًا في حديقة الحيوانات، أو حمارًا يدفع عربات ثقيلة، وغيرها العديد من المشاهد المؤلمة في مصر التي مررنا بها ولا يلاحظها كثير منا”.

على الورق، تفرض مصر عقوبات صارمة على من يسيئون معاملة الحيوانات. يشترط القانون سجن أو تغريم أي شخص قتل أو ضرب أي حيوان أليف عمدًا. لكن نادرًا ما يتم الالتزام بالقانون أو تطبيقه، ولذلك يقع على عاتق المنظمات الخاصة والأفراد توفير الرعاية للحيوانات الضالة أو المُعنَّفة، وزيادة الوعي العام بهذه القضية الملحة. وتضيف رانيا قائلة، “في نهاية الكتاب، أعرض تاريخ علاقة الإنسان بالحيوانات وكيف تتطور الأشياء في جميع أنحاء العالم لصالح الحيوانات، ولكن لا يزال هناك كثير مما يجب تغييره. هناك دائمًا أمل”.

استخدمت العديد من الحملات التعاليم الدينية المختلفة كدليل على أن الله يأمرنا بمعاملة الحيوانات بالرفق وعدم الإساءة إليها. يؤكد القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة على احترام الحيوانات وجميع مخلوقات الله. أعطى النبي محمد العديد من الأمثلة والتوجيهات حول كيفية معاملة المسلمين للحيوانات. وبالمثل، تدعو المسيحية إلى كرم الضيافة والعدل والتواضع والغفران والقبول والرحمة لجميع مخلوقات الله. مثلما كان يسوع، الراعي الصالح، يُشفق على الخراف ويعاملها بالحسنى، كذلك يجب على جميع المسيحيين أن يتبنوا الدعوة إلى حب الحيوانات.

مع تزايد عدد التقارير عن القسوة الشديدة والإهمال ضد الحيوانات، لا يزال هناك كثير مما يتعين القيام به، وتضغط العديد من الجمعيات الخيرية المحلية والدولية للحيوانات والمنظمات غير الحكومية من أجل معاملة أفضل للحيوانات. وتختتم رانيا كلامها قائلة، “الحملة التي بدأتها تسمى Wildsoul؛ وهي تدعو إلى الرفق والتعاطف تجاه جميع الحيوانات في مصر. أتمنى خلق مجتمع كبير من الأشخاص الذين يعملون معًا في الأعمال الفنية والكتب والمواد التعليمية لزيادة الوعي بضرورة معاملة الحيوانات بلطف، وكيف يؤثر ذلك علي الحيوانات وكيف تؤثر علينا. الكتاب مجرد بداية. في الوقت الحالي، أنا أعمل بمفردي، لكنني آمل قريبًا أن نصبح عددًا كبيرًا من الناس يعملون لهذا الهدف، إن شاء الله”.

رانيا حسين أمين من الكاتبات المتمرسات في كتب الأطفال، والتي عرفت من خلال سلسة كتب فرحانة، والتي تقوم هي أيضا برسمها. في سلسة كتب فرحانة أمين تخاطب المرحلة العمرية من ٤ الي ٧ سنوات من خلال شخصية فرحانة. درست أمين علم نفس في الجامعة الامريكية، وشاركت في العديد من ورش عمل للأطفال للكتابة والرسم. كذلك عملت مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. كما عملت أخصائية نفسية في المدارس ومرشدة نفسية للآباء. فاز كتابها صراخ خلف الأبواب، بجائزة اتصالات لأدب الطفل باللغة العربية لعام ٢٠١٦ في فئة كتب اليافعين. صراخ خلف الأبواب، وهو أول كتاب تؤلفه للأطفال فوق سن الثانية عشرة، بعدها قامت بتأليف كتاب “فاقد الحب يعطيه” للأطفال من سن ١٠-١٤ سنة. في نوفمير ٢٠١٨ نشرت أحدث قصصها “برة الدائرة” لليافعين.

للمزيد عن مبادرة WildSoul زوروا صفحتها علي فيس بوك

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

One comment

اترك رداً على Dina Al-Mahdy إلغاء الرد