العصفورة الصغيرة والثعبان الأسود | قصة الاميرة الجميلة

٦ أغسطس ٢٠٢٠
كتبت: شيماء نبيل

لارا بنت جميلة ليس فقط بالشكل ,لكن أيضا جميلة من داخلها وتحب الناس بقريتها وهى متواضعة مع أنها بنت الحاكم.

وبالرغم أنها لم تعد طفلة إلا أنها مازالت تتصرف كطفلة وتعيش داخل عالمها البسيط الملئ باللعب واللهو والمرح والخالي من المشاكل والمسئوليات.

قرية لارا الصغيرة لم تعد كما كانت هادئة وبسيطة, جاء إليها حديثا دخلاء ,يستخدمون القوة لفرض السيطرة على القرية لسرقة كل خيراتها وتجويع أهلها, لكن لارا اعتادت أن تتجاهل كل ما يعكر صفو هذا العالم البسيط الذي تعيش داخله ,حتى المشاحنات المعتادة بين أمها وأختها الكبرى على أسباب تراها صغيرة لا تستحق العناء .

اليوم تقام حفلة بمنزل لارا لرجوع الحاكم من رحلة علاجه الطويلة . إرتدت لارا ردائها القصير”المنفوش” الأبيض المتلألئ من أجل الحفلة التي حضرها كل من تحبهم، وبعد مرور الوقت ملت لارا و قررت أن تستمع بوقتها .

أحضرت لارا زلاجاتها المميزة وبدأت تتزلج بها وتصعد من بيتها لأعلى مكان فى القرية وتعود وتأخذ أخيها الصغير حبوب لتشركه متعتها ,وتعود ثانية حتى تمرح مع الاستاذ مبروك الذى هو مصدر أساسى لضحكاتها .

الأستاذ مبروك والحاكم ومجموعة أخرى جالسون يتحدثون عن التغيرات بالقرية وكيف يتغلبون على الدخلاء .

هيا يا أستاذ مبروك عندى لك خبر جيد

– ياحبيبتى أتحدث مع أبيك

-عندى لك خبر رائع يهمك

لارا مازالت ترتدي الزلاجات، أمسكت يد الأستاذ مبروك وتسرع وهو لا يستطيع مجاراتها.

-عسى ألا يكون فخ آخر منك أنا أعرفك جيدا يالارا

– لالالالا سأقول لك على كل شيء عندما ترتدي الزلاجات

خلعت لارا الزلاجات وارتدت حذائها العالي.

– لا لا لا أنا لا اعرف هذا الشئ أعفيني

– هذا سفر وراتب كبير……….. إذن تذهب الفرصة عرض الحائط

– – لو لم تكوني تقسمين يالارا كيف تعمل هذه

– لا ليس من هنا من الأعلى

– لنرى ما هي نهاية هذا الأمر

صعد الأستاذ مبروك وإرتدائها وهو لا يدرى كيف يتحكم بها .

لارا -هاهاهاهاها أول شروط العمل ألا تكون مكسور الأرجل

وتسرع بعيد عن الأستاذ مبروك.

بعدت لارا عن الحفلة ووجدت نفسها في شارع طويل كله نخل والتمر أشكال وألوان وبه منازل بسيطة وصغيرة. اخذت لارا بلحة تأكلها، ولكنها لاحظت أطفال ينظرون إليها بحرمان ويبدو عليهم الجوع. سألت لارا الأطفال لماذا لا تأكلون مع أن البلح كثير ويسقط على الأرض , أشار أحد الأطفال إلى منزل من المنازل الصغيرة.

وعندما دخلت إلى ذلك المنزل وجدت شخصان غريبان على القرية , يقسمان التمر على أصحاب المنزل , وكما أنهما مسؤولان عن شئ لا يملكانه من الأساس. غضبت لارا من المشهد ورغم أنها تتجاهل كل ما هو مزعج كان من المستحيل أن تتجاهل هذا الأمر , وبكل شجاعة اتجهت إليها متسائلة عما يفعلانه , لكن الشخص الدخيل الشرير وقف من على الكرسى الذى يجلس عليه حتى يظهر لها أنه أطول وأضخم وأقوى منها .

لارا البنت الجميلة من الداخل والخارج لم تكن جبانة ومع إنها كانت خائفة صعدت على المكتب وأصبحت أطول منه, هي فى الحقيقة ليست أضخم منه لكن الوقوف إلى جانب الحق منحها قوة داخلية واستطاعت أن تتغلب عليه , وعندما هزم استنجد بصديقه القصير القوي ,,, حتى يتغلب على لارا لكن لم يستطيع فهو شرير وهى جميلة قوية تقف مع الخير .

انتشر الخبر كالبرق بالقرية أن أميرة جميلة تغلبت على إثنين من الدخلاء ,وعندما عادت لارا الى منزلها وجدت أن الدخلاء قد استولوا عليه , وأسروا عائلته فأخذت تجري بعيدا استطاعت الهرب منهم .

كانت لارا تائهة لا تعرف كيف تتصرف وكيف ستتغلب على كل هؤلاء وأن ما يحدث لا يمكن تجاهله أو الهرب منه عليها أن تواجه وتنقذ عائلتها ,بعد كل هذا المجهود كانت منهكة ,لحسن الحظ هناك شلال صغير لتشرب وترتاح قليلا. لكن لارا لاحظت عصفورة صغيرة جميلة بحجم الإصبع لونها أحمر فاتح وأجنحتها كثيفة لونها أخضر، تشرب من المياه العذبة وتغسل جناحاتها اللذان يرفرفان تحت مياه الشلال، لكن ما هذا لقد أتى ما يعكر صفو هذه اللحظة.

 أتى من ورائها ثعبان ,, ثعبان كبير,,, ثعبان أسود, ولديه عين من الزجاج وبها دائرة حمراء مخيفة يخرج لسانه بطريقة مرعبة و يقترب من العصفورة الصغيرة الجميلة رويدا رويدا. لارا لن تقف صامتة بهذا الموقف، ستنقذ هذه العصفورة المسكينة. وعند أول خطوة رأت ما يصدمها , الثعبان المخيف لم يقتل العصفورة بالعكس لسانه يداعب به العصفورة ويمسح ريشها، والعصفورة فرحة به. الثعبان يضع رأسه بجانب العصفورة بود ومحبة، وعينه الزجاجية المخيفة ما هى إلا شباك ترى به العصفورة الدنيا. عندما دخلت إلى فم الثعبان وكانت هذه هي نقطة التلاقي بينهما، ظلت لارا تراقب العصفورة الجميلة والثعبان الأسود المتحابان إلى أن زحف الثعبان وبداخل فمه العصفورة الجميلة بعيدا عن مدى رؤيتها .

ذهبت العصفورة والثعبان من أمام عيني لارا لكن ليس من تفكيرها , ظلت تتساءل كيف هذا وماذا أيضا ممكن أن يكون مستحيل ومع ذلك موجود, وأدركت لارا أن البلد الذى فيه مثل ذلك الحب لا يمكن أن يتغلب عليه أى شر أو مرض، وإن كان العصفورة والثعبان استطاعا تحدي قواعد الطبيعة فى كل شئ ووجدان نقطة تشابه واحدة بينهما، يبنيان عليها حياتهما وحبهما، فكيف لها هى ألا تحول هذا الواقع الصعب إلى عالم حقيقى جميل .

وكانت قصة الحب المستحيل ورغم ذلك موجودة بين العصفورة الصغيرة والثعبان الأسود هي القصة الأسطورة أقوى أسلحة لارا التي استطاعت بها أن تجمع أهل القرية معا للتغلب على الدخلاء وإنقاذ عائلتها وقريتها .

وهكذا لارا خرجت من عالمها الخيالي الجميل واستطاعت أن تبني عالم حقيقى أجمل،  فيه أبيها الحاكم يفتخر بإبنته, وأمها وأختها متفقان , والأطفال يأكلون التمر كما يحلو لهم, والأشرار لا وجود لهم .

بعد مشهد الشلال الصغير لم تتحول مجرى قصة لارا فقط، بل أيضا تغيرت مجرى قصة العصفورة الصغيرة والثعبان الأسود أيضا، فعندما وجدا هذا التأثير لقصة حبها المستحيلة، ورغم ذلك موجودة وكيف ساعدت أهل القرية والأميرة البطلة قررا أن يسافران لقرى أخرى , يساعدان أهلها ويجدان الشخص الذي يلهمانه بقصة حبهما وأنه لا يوجد شيء اسمه المستحيل .

شيماء نبيل، من الفيوم. حاصلة علي بكالوريوس إعلام و تهوي كتابة قصص الأطفال





إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني

أضف تعليق