سوزان … طريق النجاح يبدأ بالتجربة  

١٩ يناير ٢٠٢٢

“بنت البحار هو اسمي في السوق، ماحدش يعرفني باسم سوزان”، بنبرة فخورة بدأت سوزان عبد الجواد – 34 سنة من أسوان – الحديث عن مشروعها للمنتجات الجلدية اليدوية  .

بدأت سوزان حياتها العملية كموظفة حكومية في أسوان لكنها تركت العمل بعد فترة ” أهلي أصلا ماكانوش مقتنعين. في الصعيد ماعندناش بنات تشتغل، ولا تطلع من البيت، أنتي تقعدي في البيت وطلباتك أوامر”.

إلتحقت سوزان بالعمل  في مؤسسة لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي هذه المؤسسة تلقت تدريبات على تدوير المخلفات الزراعية والعرجون وصناعة منتجات صديقة للبيئة. 

” مافيش حاجة اسمها ماعرفش، فيه حاجة اسمها أجرب الأول وبعدين أقول ماعرفش” تتذكر سوزان كلمات مدربها محمد جاد والتي كانت بمثابة شعار لمستقبلها. ” أول حاجة أعملها في حياتي اتباعت ب 150 جنيه، حسيت بالفخر إن فيه ناس اشترته”. وقررت سوزان أن تواصل التجربة فتوجهت للقاهرة والإسكندرية وبدأت التعامل مع موردي الخامات والتجار واكتسبت الثقة.

لكن نقص الخبرة كان يواجهها دائما. ” بدأت أتعلم تصميم وأخدت تدريبات عملت تصميمات لشركات تانية وبقيت متمكنة من حرفتي”. وكان قرار نزول السوق بعد ثلاث سنوات من التجارب والدراسة “جبت مصمم وطلعنا بـ “سانكور” كشعار للشركة .. وهوه الهلب اللي بيساعد البحار إنه يرسي وياخد الأشياء وينقلها للجزيرة بتاعته”. وتستطرد قائلة، ”أكتوبر 2021 كان الانطلاقة بعد 3 سنين تحضير وتجريب، ما كانتش عايزة أنزل مهزوزة، كنت عايزة شغلي يتكلم عني”. وتضيف سوزان، أن المردود كان يستحق الانتظار فالتصميمات المتميزة المستوحاة من البيئة المحلية بأسوان بجودة عالية لقيت ترحيبا في الأسواق، ” احنا شغالين على شنط ومحافظ من الجلد الطبيعي وقدرنا ندخل التطريزعليه وده صعب جدا وبيعلي من قيمة المنتج”.

وتمثل مشاركة سوزان في معرض “تراثنا” للمنتجات التراثية والحرفية عبر حاضنة أعمال مسار أسوان لرواد الأعمال نقطة هامة في مسيرة شركتها التي توسعت أعمالها وتمكنت من التسويق لمنتجاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن الانتشار لا يمثل هدفا بحد ذاته، بل تبقى الجودة هي الأهم بالنسبة لها “عايزة العميل يحس إنه ماسك منتج بجودة عالية .. براند”.

ويبقى تمكين النساء اقتصاديا هدفا أساسيا لسوزان حيث تشارك في تدريبات مع جمعيات وجهات رسمية على عدد من الحرف اليدوية. “دربت حوالى 400 سيدة في أسوان وقنا وسوهاج والفيوم . أهم حاجة في التدريب إنهم يتعلموا يتعاونوا مع بعض ويساعدوا بعض ويرفعوا جودة المنتج”.

وتتذكر سوزان رحلتها بابتسامة ” أبويا كان بيقول لي ولا هتعملي حاجة ، وأخويا كان دايما يبتسم بسخرية. دلوقتي همه فخورين بنجاحي وفرحانين ان بنتهم قدرت تأسس شركة وضاعفت رأس المال 4 مرات في 3 سنين”.

لمشاهدة منتجات سانكور، زوروا صفحتها علي فيس بوك

** إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني 

1 comments

أضف تعليق