لقاء مع أمنية جاد الله، مؤسِّسة مبادرة المنصة حقها

٩ يناير ٢٠٢٣
نقلًا عن: المرأة الإفريقية في القانون

أمنية جاد الله هي معيدة بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر. حصلت على منحة دراسية من جامعة الأزهر لدراسة الماجستير في القانون من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة. وواصلت أمنية طاهر جاد الله التي حصدت الألقاب الدولية بالحصول مؤخرًا على جائزة العدالة النمساوية تقديرًا لتأسيس مبادرة المنصة، واصلت حقها ومساعيها في رفع الوعي وتعزيز سيادة القانون وتمكين المرأة والدفاع عن حقوق المرأة المصرية في الانضمام إلى القضاء ومكافحة التمييز ضدها والأنشطة ذات الصلة.

لماذا قررتِ دراسة القانون؟

ألهمتني قراءة السير الذاتية للشخصيات المؤثرة؛ مثل غاندي، وأبداي، وأوكونور، ومانديلا، وجينسبيرغ، وأعجبني كثيرًا مدى تأثير دراسة القانون على تلك الشخصيات التي بدورها تثري معرفتهم وتمكّنهم من تقلد مناصب قيادية. أعتقد أن دراسة القانون جعلتهم يلمون بالطرق التي تسير بها الأمور وكيف يمكنهم تحقيق التغيير في الأوضاع الراهنة، وطرق استيعاب روح القانون والعدالة، وتكريس حياتهم للقضايا الإنسانية النبيلة بغض النظر عن المخاطر التي واجهوها في طريقهم. أنا أيضًا أنتمي إلى عائلة كبيرة درس معظم أفرادها القانون، ويعملون في مجالات قانونية مختلفة. كنت أستمتع بمناقشاتهم ووجهات نظرهم المختلفة مما جعلني أشعر بالفضول لمعرفة المزيد وطرح عديد من الأسئلة.

ما أكثر لحظة تفخرين بها حتى الآن في مشوارك المهني؟

عندما عُيِّنتُ في الأوساط الأكاديمية، وبذلك تأكدت من أنني سأدرس القانون وأن رسالتي ستساعد على تمكين الطالبات الشابات اللاتي ينتمين إلى الطبقة المحرومة اجتماعيًّا أو ماديًّا، والفتيات اللاتي حُرِمن حتى من تحقيق أحلامهن بسبب المفاهيم الخاطئة والصور النمطية المنتشرة في المجتمعات التي يهيمن عليها الذكور. 

بالنظر إلى الماضي، ما القرار الذي كنتِ ستتخذينه بشكل مختلف؟

كنت قد ألغيت خياراتي بدلًا من العمل على خطط مختلفة بالتوازي؛ وذلك  لكي أضمن وجود معظم خياراتي في حالة حدوث أية تغييرات في الخطط المستقبلية. وكان ينبغي أن أركز أكثر على إعداد نفسي وتطوير إمكاناتي لبدء دراستي العليا في الخارج بعد التخرج.

شاركينا بعض التحديات المهنية الرئيسية التي واجهتِها، أو ما زلت تواجهينها كامرأة في مجال القانون.  

لقد واجهت عبارات “للذكور فقط” عدة مرات. حدث ذلك بعد التخرج، عندما مُنعت من التقدم إلى القضاء لكوني امرأة، مثل جميع خريجات ​​كليات الحقوق المصريات. رفضت أن ألتزم الصمت، وقررت أن أطلق مبادرة “المنصة حقها” في عام 2014 ؛ بهدف تمكين المرأة المصرية من تولي القضاء بشكل أكبر، ومكافحة التمييز ضدها في هذا المجال.

قيل لي أيضًا إن “كونك امرأة يقلل من فرصك في العمل كمساعد / محامٍ مبتدئ في مكاتب المحاماة. فأنت لا يمكنك السهر لوقت متأخر. ستتزوجين وتنجبين أطفالًا ثم تأخذين إجازة وضع ورعاية طفل… إلخ”. كما كان الحجاب عقبة أخرى أمام العمل في معظم أكبر مكاتب المحاماة والشركات متعددة الجنسيات في مصر.

ما بعض الاستراتيجيات العملية اللازمة للبقاء في مهنة المحاماة؟

حافظي على إصرارك، ولا تدعي يومًا يمر دون أن تستثمري في نفسك وتضيفي إلى معرفتك. القانون هو علم دائم التغير، ويتفاعل مع العلوم الأخرى التي بدورها تؤثر على القانون في المقابل. إنه أيضًا علم مقارن ويجعلكِ تتعلمين من تجارب الدول الأخرى.

فكونك واعيةً لما يجري حولك سيجعلك واسعة الاطلاع وواثقة من نفسك ومتميزة، وسيمكّنك من تقلد المناصب القيادية/ واتخاذ خطوات متقدمة. علاوة على ذلك، وسِّعي دائرة معارفك. سيساعدك ذلك على تبادل الخبرات من الممارسين المختلفين في الأنظمة القانونية المختلفة مما سيوسع آفاقك ويتيح لكِ فرصًا جديدة.  

بالنسبة للسيدات على وجه الخصوص، لا تدعي الناس يقررون لكِ ما يمكنكِ أو لا يمكنكِ تحقيقه. ثقي بنفسك وأغلقي أذنيكِ عن أولئك الذين يستخفون بقدرات المرأة ويحصرونها في القوالب النمطية. اغتنمي الفرصة واستعرضِي قدراتك واستكشفي إمكاناتك وأثبتِي أنهم على خطأ. على طول الطريق، عليكِ أن تحبي نفسك كامرأة، وأن تكوني على دراية بالتحديات الإضافية التي ستواجهينها، وأن تتقبلي نفسك سواء في فترات النجاحات أو الإخفاقات. 

إذا أعجبتك هذه المقالة، أشترك في المجلة لتصلك مقالاتنا في بريدك الالكتروني **

أضف تعليق